انتهي العرس الانتخابي بسلام، والأهم ماذا بعد الانتخابات ؟
أولاً: وفرت الدولة أجواء إيجابية يجب ترسيخ معالمها في أي انتخابات قادمة، وأهمها الانتخابات البرلمانية، حيث تشتد المنافسة بين مرشحين بالآلاف في سائر الدوائر، وأهم المكتسبات الدعاية النظيفة، والحياد والنزاهة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، والالتزام ما يصدر عنها من قرارات وبيانات.
ثانياً: إعلاء المصلحة الوطنية وتحفيز الناخبين لمساندة وطنهم، في مواجهة ما يتعرض له من هجمات وتحديات، وتزينت اللجان بالعلم والأغاني الوطنية، وأقبل الناخبون علي الإدلاء بأصواتهم في يسر وسهولة، رغم الازدحام وطول الطوابير في كثير من اللجان.
ثالثاً: فشلت دعاوي المقاطعة، بل جاءت بنتائج سلبية لمن روجوا لها، وأياً كانت نسب التصويت والحضور، فالديمقراطية لمن يشارك فيها وليس لمن يقاطعها، وتؤكد تجارب الماضي أن من قاطع من الأحزاب والتيارات السياسية، دفع ثمناً فادحاً وحكم علي نفسه بالاختفاء من المشهد.
رابعاً: أدرك الناخبون قولاً وفعلاً أن كل صوت له قيمة، ولم تعد الأصوات كماً مهملاً تلعب به الحكومات، ولا تعمل له حسابا، واعتبرت الحكومة أن الإقبال هو التحدي الكبير الذي يواجهها، ليس لاختيار رئيس الدولة، ولكن لإعلاء الإرادة الشعبية في أن تنتخب من تشاء.
خامساً: أدرك الناخبون - أيضاً - أن التزوير صار مستحيلاً، وأن ضمانات التصويت، سواء الرقم القومي أو الإشراف القضائي علي كل صندوق، لا يمكن أن تهدر صوتاً أو تستخدم أياً من الوسائل القديمة التي زالت إلي غير رجعة.
سادساً: الجيش والشرطة، كانا النموذج المثالي في تأمين اللجان وتقديم كافة التسهيلات للناخبين، وانكشفت الدعاية المغرضة التي حاولت الإيحاء بأن الانتخابات تجري تحت الحراسة المشددة في أجواء الخوف، وكان الأداء الراقي لقوات تأمين الانتخابات هو الرد الحاسم علي كل حملات التشويه.
سابعاً: حاول الإرهابيون أن يصدروا الخوف للناس، بعمليتهم الإجرامية في الإسكندرية، فصدر لهم الناس الخوف والذعر، وأنذروهم بأن جموع الناخبين الذين خرجوا لن يخافوا، وهم الذين سيبادرون بالتصدي لأي عمل إرهابي جبان، والردع سيكون من الشعب، وما أدراك إذا شاءت الجماهير أن تنتقم بنفسها.
ثامناً: »اللقطة منفعتش»، وكانت الكاميرات المشبوهة تتجول في اللجان، لتلتقط صورة تكتب تحتها »المصريون قاطعوا»، لتنبح قنوات الشر مثل الكلاب المسعورة، بكاء علي ديمقراطية مرسي وأهله وعشيرته، وشرعيتهم التي أرادوا بها السطو علي شرعية الوطن، وأخرستهم هتافات الناخبين وحماسهم.
تاسعاً: ماذا تريد الجماعة الإرهابية، ومن يرقصون مع ذئابها، وهل ما زالوا يحلمون بأنه في »العصر» مرسي سوف يكون في »القصر» ؟.. وجاء ألف عصر ومغرب وعشاء وفجر، وسيأتي مليون عصر، ولن يعود مرسي وأهله وعشيرته للقصر، وليتهم يدركون أن قصرهم كان من رمال، جرفته أمواج البحر الغاضبة، وأن الكراهية الراسخة فيهم، أصبحت كالنار التي تأكل بعضها، إن لم تجد ما تأكله.
عاشراً: أشك أن من لطموا الخدود وشقوا الجيوب علي عدم وجود مرشح رئاسي منافس، سوف يستعدون من الآن، لظهور أكثر من مرشح منافس بعد أربع سنوات.. وأتوقع أن يقبعوا في كهف الصمت، ثم يخرجوا سنة 2022، للدعوة للمقاطعة.