المساء
سمير عبد العظيم
الفَرحْ المبهج والغضب المدمر!
نحن المصريين أو بعضنا لديه عادة غريبة تظهر في تعاملاتنا فحين يكون هناك الوفاق والتفاهم بين طرفين تصبح الدنيا وردية مثل المياه في مجري النهر هادئ في مسيرته صافية مياهه ورائقة ولكن آه لو حدث الخلاف.. مجرد خلاف تنقلب الدنيا رأسًا علي عقب وتسود الدنيا في عيون كل طرف.
وأعرج من ذلك إلي ما نراه الآن في وسطنا الكروي لنري الأندية تهرول وتجري بالمشوار وراء السماسرة عندما تقع عين المدرب علي لاعب بعينه يري فيه الأمل المرتجي وأنه هو الذي يحقق المعجزات وتدفع الإدارة كل ما يطلبه المحروس الذي أصبح فيها المليون هو أقل عملة يمكن بها التعامل الآن ويصبح هذا اللاعب فرخة بكشك عند المدرب ووراءه الإدارة.
لكن كل ذلك ينقلب إذا أخطأ اللاعب أو أتي بتصرف علي غير عقيدتهم وقتها تنقلب الدنيا ويتحول المسكين إلي عدو لابد أن يختفي من الأرض فورا وينسي الجميع ويتناسون ما قدمه وما أنجزه وما حققه مع الفريق وأدل علي ذلك ما يحدث حاليا في أكبر الأندية النادي الأهلي أقرب ما يمثل إحدي عادات بعض المصريين تحت شعار المبادئ وكأن هذه المبادئ مكتوب أن تنفذ ساعة الغضب فقط والذي يصبح عادة مدمرا عندما تتحول المعاملات مع اللاعب كالبركان الهائج يطيح بكل من يواجهه بلا خط وسط كي تعود المياه إلي مجاريها.
ولعل مشايخ الأهلي يتذكرون ما فعلت المبادئ وحولت الأمور إلي سلبية عاني منها الفريق كثيرا وظن أصحابها أنهم فعلوا ونفذوا تلك المبادئ الخاطئة هي مصلحة للنادي رغم سلبيات تنفيذ تلك المبادئ.. ولعل الكثيرين يدركون كيف خسر الأهلي كثيرا من نجومه لمجرد العناد والتمسك بأهدافهم. الكل يذكر الجوهري وما حدث معه رغم أنه وقتها فاز علي الزمالك وأحرز كأس مصر بالوجوه الجديدة.. والحضري الذي حرَّموا عليه دخول النادي ومذبحة النجوم وإجبارهم علي الاعتزال ومنهم من بات وزيرا للرياضة وأطلقوا عليه فرعون النيل ألا وهو طاهر أبوزيد.
واليوم جاء الدور علي لاعبين احدهما ولد في النادي من أبوين رياضيين وهو شريف إكرامي ابن وحش افريقيا وابن إحدي بطلات النادي في كرة اليد وكيف تألق الحارس وكم ساهم في حصول الفريق علي بطولات. والثاني عبدالله السعيد أحسن لاعب في مصر والذي لا ينكر أحد مساهماته في حصول الفريق علي بطولة الدوري مبكرا.. هذا العام.
نعم أخطأ.. ونعم تسرع.. ونعم أغواه الشيطان لينسي فضل الأهلي عليه ولكن لا يمكن أن يكون العقاب بالقتل وعمل نفس المشنقة التي نال منها زملاء قدامي.
حتي عندما أعلن اللاعب اعتذاره مع تقديمه رسميا بالطريقة التي تفضلها إدارة النادي إلا أنهم يرفضون علي الرغم من أن الله الواحد القهار يغفر لأي مسئ كمجرد الاستغفارالذي سمي نفسه سبحانه الغفور الرحيم يعطي التائب الحسنة بعشر أمثالها وللمسئ يجزي مثلها.
أرجو من رجال الأهلي ذلك المجتمع المثقف والإدارة الناضجة أن تعلم أن الدنيا تتغير وأن هناك حلولا لأي أخطاء كما هي لكل مجتهد وليتذكروا أن الله يغفر الذنوب جميعا ويعيدوا اللاعبين إلي صفوف الفريق مع جعل الباب مفتوحا للإعارة أو البيع واعلموا أن الله هو موزع الأرزاق ولا تنسوا المهام الجسام لأكبر ناد مصريًا وافريقيًا وعربيًا والمحافظة علي كل هذه الإنجازات سوف تأتي بالترابط وحولوا الغضب المدمر إلي فرح مبهج وأزيحوا عن أعينكم غشاوة الانتقام.. واحذروا دعوة المظلوم. وعلي فكرة تلك النصيحة ليست للأهلي وحده!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف