الأهرام
منى رجب
تجليات واضحة فى الانتخابات الرئاسية
لم تكن انتخابات رئيس الجمهورية على مدى ثلاثة ايام كأى انتخابات أخرى سابقة فى تاريخنا الحديث بل هى انتخابات مصيرية لتشكيل ملامح مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة..نعم ..هذا صحيح وواضح للجميع فى بلدنا ..حيث تحولت الى منظومة بهجة وتحد وانتصار للشعب المصرية المحب لوطنه وكان لها تجليات واضحة للعيان ودلالات مهمة:

أولاها: ان الناخبين والناخبات قد حولوا أيام الانتخابات الى مهرجانات يومية للبهجة والانتصار للوطن فرأينا الاعلام المصريه مرفوعة فى الايادى ورأينا الموسيقى والغناء وترديد الاغانى الوطنية الحديثة المفضلة لديهم.

ثانيتها: إقبال الناخبين والناخبات كان أكثر كثافة من اى انتخابات سابقة .ورغم حرارة الجو وقفت الطوابير الطويلة لساعات واثبت اهل سيناء انهم حريصون على اداء واجبهم الوطنى فسجلت مدنها اعلى نسب تصويت كما رأينا طوابير طويلة جدا فى مشاهد رائعة فى صعيد مصر والقاهرة .

ثالثتها : تقدمت المرأة المصرية الصفوف فى حماية الوطن من كل الأعمار لتعكس اروع مشاهد الوطنية والانتماء والوفاء لبلدها ولتؤكد للعالم انهامع التقدم والأمان والاستقرار وانها ترفض حكم الظلاميين الذى كان يستهدف تحقير شأنها وإلغاء دورها وتجلى دورها العظيم فى كثافة واضحة فى طوابير طويلة من النساء والشابات تقف منذ الصباح الباكر فى كل اللجان ورأينا السيدات المسنات يتوجهن الى اللجان فى حماس ووعى بأهمية حماية وطنهن كما رأينا سيدات متوسطات العمر وشابات يحملن الاعلام ويذهبن بأبنائهن الصغار الى اللجان الانتخابية وبعضهن يتكئن على عكاز وبعضهن يستعن بأبنائهن للوصول الى اللجان ورأينا سيده تحولت الى ظاهرة استثنائية فهى تبلغ 101عام لكنها حرصت على الذهاب للإدلاء بصوتها بعربة الإسعاف.

رابعتها: ان الشعب المصرى لديه شجاعة فائقة فى مواجهة الإرهاب الغادر تصل الى حد العناد والإصرار والرد بسلوك إيجابى جديد ومبتكر ونادرا ما تجده فى انتخابات اى دولة فى العالم .. فرأينا مثلا ان اهل الإسكندرية يقدمون نموذجا رائعا فى تحدى الارهاب ورفضه بمشاهد جديدة تماما تجلت فى موكب بديع يضم مئات الشباب والشابات بالموتوسيكلات والأعلام المصرية يخترقون به طريق الكورنيش فى تحد سافر لكل محاولات ترويع أهل الإسكندرية بعد الحادث الإرهابى الاليم الذى راح ضحيته فردان فى محاولة فاشلة لاستهداف مدير أمنها. كما رأينا فى قرية الخصوص مشهدا وطنيا رائعا يجمع بعض رجال الدين المسيحى وبعض شيوخ الازهر والشباب والشابات المسلمين والمسيحيين يجتازون الشوارع على دقات الطبول والموسيقى فى مهرجان وطنى نفتخر به كمصريين لأنه من اروع تجليات الوحدة الوطنية.

خامستها: مشهد حضارى نادر قدمه رجال الجيش والشرطة الذين لم يكتفوا بواجبهم فى حماية الوطن واللجان الانتخابية . فرأينا رجال الجيش والشرطة على قلب رجل واحد يساعدون بكل محبة الناخبين المسنين والناخبات المسنات الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم ..ولا يتوانون عن ابداء اى خدمة او رعاية لمن يجدون انه فى حاجة اليها. سادستها: أعادت الينا الانتخابات بعض القيم المصرية الأصيلة التى كادت تندثر مع انتشار الفوضى والبلطجة الممنهجة وخطط تدمير الهوية المصرية والتى صاحبت ثورة يناير2011. فهناك سلوكيات حضاريه عديدة ومتنوعة يصعب حصرها رأيناها خلال الانتخابات ومنها مساعدة المسنين واحترام الكبير واحترام السيدات ومساعدتهن فى التصويت فى اللجان من جانب رجال الجيش والشرطة ومن جانب الناخبين الشباب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف