الجمهورية
فريد إبراهيم
مسابقات القرآن الكريم
المسابقات آلية اجتهاد تقام لتحفيز فئة بعينها علي التفاني فيما تجيد ليزدادوا قدرة وجودة كما أنها رسالة من القائمين عليها إلي المجتمع بأهمية هذا الجانب محل التسابق وبأنه موضع اهتمام وتقدير. وبالتالي فهي مؤشر وعلامة علي أولويات المجتمعات والدول بل علي أولويات الزمن والعصر الذي تقام فيه.
وعلي قدر الاهتمام واستمراريته علي قدر ما يلحق بمثل هذه المسابقات من تطوير.
أقول هذا بمناسبة انعقاد المسابقة العالمية للقرآن الكريم الخامسة والعشرين والتي تقيمها مصر كل عام منذ 25 عاما تتطور عاما بعد عام ويوما بعد يوم حتي انتهت في أيامنا هذه لإدخال فرع القراءات العشرة. بل تفسير القرآن نفسه بل دخل فيها ذوو الاحتياجات الخاصة أولئك الذين اصيبوا بعجز عقلي إلا أنهم يحفظون القرآن بإعجاز لا يمكن أن يتحقق بمنطق الاشياء وإنما لأنه القرآن المعجز الذي يؤثر فيمن يعرف العربية ومن لا يعرفها ويحفظه من يعرف العربية ومن لا يعرفها فإننا نجد أصحاب الظروف العقلية الخاصة يحفظونه دون أمور أخري.
أعود إلي ما قبل هذه المسابقات التي تواكبت مع تولي الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق مسئولية المشيخة الكبري فقد كان حفظة القرآن ينقرضون في مصر بموت الكبار أو بإهمال المراجعة لعدم الحاجة إليه حسب ظروف المجتمع فلا تشجيع له ولا كتاتيب إلا ما ندر بل كان طلاب الأزهر هم اضعف الفئيات علمياً فضلا عن عدم حفظ غالبيتهم للقرآن فلما تولي الإمام الأكبر الشيخ جاد وأقام أول مسابقة للمحفظين في المشيخة ودعاهم إلي إقامة الكتاتيب لتقام مسابقات للاطفال المقبلين علي الحفظ ومسابقات بين القري.
ولأن وزارة الأوقاف كانت ومازالت مسئولة عن رعاية القرآن بدءاً بالاوقاف التي اوقفت عليها وانتهاء بالمسئول الاول عنها الذي يدرك ما للقرآن من حفظ للإيمان وحفظ للحياة الروحية ونور للقلوب والبصائر وحفظ للغة فقد اضطلعت بمسئولية المسابقة الكبري أي العالمية وكان ذلك في عهد وزيرها الدكتور محمد علي محجوب وبداية عهد الرئيس محمد حسني مبارك الذي خطب في الأزهر وكان مما قاله: والشمس وضحاها لترتفعن مآذن الأزهر.
منذ ذلك الزمن عاد الناس للقرآن وعادت الحركة الدائبة في الكتاتيب بل عاد العالم المصري الذي يملك ناصية القول والذي يقدم وسطية الإسلام بروح الدين المتسامحة الرحيمة.
وهاهي مصر في مسابقتها الخامسة والعشرين التي تأتي بعد مراحل متعددة من التسابق المحلي سواء في مصر أو في الدول المشتركة.. ها هي المسابقة تضيف هذا العام جديدا متمثلا في الندوات التي تقوم علي هامشها يتحدث فيها أعلام الفكر المصريون وكذلك أعلام الفكر من ضيوف مصر وهي ندوات من الأهمية بمكان خاصة وأن بعض المشاركين فيها من بلاد قلما يسمعون فيها حديثا عن الإسلام.
أما المجلس العالمي لخدمة القرآن الذي تم الاعلان عنه خلال كلمة الدكتور محمد مختار جمعة في افتتاح المسابقة وسوف يضم الذين اشتركوا فيها منذ بدايتها سواء أكانوا متسابقين أو محكمين فيمثل نقلة جديدة تربط بين أهل القرآن وتقدم لهم العون وتحقق تواصلا مهما بينهم يضاف إلي ذلك موسوعة الحفظة التي يزمع المجلس الأعلي للشئون الإسلامية اصدارها لتؤرخ لحفظة القرآن في مصر هذا البلد الذي حفظ القرآن وعلومه وقدمها إلي العالم كله بل هو من قدم قراءة ورش للعالم أجمع. كما حفظ الوسطية الحقيقية التي حاولت قوي كبري القضاء عليها ثم القضاء علي الإسلام وأهله.. فتحية لهذه المسابقة وللقائمين عليها رعاية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي وتنفيذا ممثلة في وزارة الأوقاف وعلي رأسها الدكتور محمد مختار جمعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف