الجمهورية
منى نشأت
اسألوا.. زوجته
لا تحكم علي رجل قبل أن تسمع رأي زوجته فيه.. وحدها القادرة علي الحكم الصحيح.. فقبل الزواج تتفرق فيه الرؤي فقد يكون بين اصدقائه غير ما هو عليه مع الجيران أو حتي داخل علاقاته بالأقارب.. ولو سألت الأم فلها في الضنا وجهة نظر أقرب إلي الخالي من العيوب وقد يكون الشاب بارا بأهله لطبيعته التي نشأ عليها أو خوفا من الله واتقاء للخالق.
وربما يتعامل مع أولاده لأنهم امتداد أو واجب.. إلا ان معظم الأزواج لا يحسن التعامل مع الزوجة فهو درس صعب لم يتعلمه في مدرسة ولا بيت غالبا.
وان حاولوا فمازال المجتمع يلقن الرجال القوامة الخطأ. فلا يفهمونها علي حقيقتها انفاقا أولا وتوفير احتياجات مادية ثم احتواء وحماية ورعاية وأداء طيبا.
أين دورك
وكل زوجة تقوم بدور الرجل.. سيحاسب زوجها علي عدم تنفيذ القوامة.. والصور أمامنا كثيرة. تلك التي تعمل طيلة النهار وتقلب صفحات أيام التقويم لتأتيها جمعة علي أمل راحة.. فينقلب اليوم إلي تنظيف واعداد طعام وتجهيز ملابس للأسبوع. ومصيبتها بعد انتهاء الشهر ان ما يصل ليدها من راتب لا تملك منه أجر خادمة تساعدها أو مدرس خصوصي يقلل معاناتها مع أولادها.
وتحسب حساب قطعة ملابس جديدة تتمناها ولا تشتريها.. حيث الزوج يضطرها للمشاركة ورفع اليدين لأعلي وتسليم ما في الجيب لتكمل مصاريف البيت وبدلا من ان يصل هو الليل بالنهار في العمل.. أو يستغني عن السجاير.. أو يوفر من احتياجاته الخاصة.. تتكبل هي بالمزيد من المساهمة أو بالأحري حصيلة عملها.
والأشد إيلاما انه يعتبر من حقوقه ومن أصلها انها تساعد براتبها الذي تحصل عليه من عملها خارج البيت ثم يتركها وحدها دون مساعدة في أعمال داخل البيت.
عروسة لكل الأغراض
والحقيقة اني سمعت من أمهات تعبيرات عن أولادهن.. وحزنت لها أشد الحزن.. فهذه أمامي تقول ابحث لابني عن عروسة لأني تعبت غسيل وكي.. وتحضير طعام أنا كبرت وصرت محتاجة شابة تحمل عني.. وهذه أم ثانية تجلس بجوار الأب يناقشان مشكلة ابنهما.. الولد كبر ومصاريفه زادت والمعاش لم يعد يحتمل.. لنبحث له عن عروسة ودخلها علي دخله يعيشوا.
والشباب الذين يربون علي تلك الطريقة.. كيف له إن اصاب الزوجة مرض أو وهن.. وقد تزوجها بهدف أساسي هو خدمة شاقة.. وذلك الذي بحث عنها ليكمل مصروفه الشهري.. ماذا به ان طلبت أجازة بدون مرتب أو لأي سبب استغني عنها مكان عملها. أو حتي احتاجت من راتبها وكلها أمور مجهولة لا تتبينها فتاة وأسرة قبل الزواج ولا تظهر إلا بعده عادة. فالعريس يرتدي قناعا يكتب عليه قبل الزواج شبيك لبيك.. لكن حين يخلعه بعده لا يصدر منه إلا ما نخيف به الأطفال ليصرخ في وجه الزوجة "بخ".
مطلوب.. رحمة
ربما لذلك يمكن تفسير الارتفاع المذهل والمتزايد في حالات الطلاق. والأهم مما يحدث هو ايجاد حل.. يا أهل.. يا مجتمع وعوا أولادكم بدورهم بدلا من تحريضهم علي أخذ حقوق عرفوهم بالواجبات.. وقبل هذا وذاك سيروا علي الآية الكريمة فقد حسم الله تعالي العلاقة حين وصفها بالسكن وجعل قوامها مودة ورحمة.. فلترحموا من في الأرض يرحكم من في السماء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف