المصرى اليوم
شريف رزق
و مازلنا نبحث عن «سلامة موسي» جديد
من أجمل الأمثال الإنجليزية مثل يقول «Call a spade a spade» وهو يعني أن نُسمي الأشيياء كما هي، أي نتوقف عن اللف والدوران. فنسمي الأشياء كما هي لا كما ينبغي أن تظهر حتي نحتفظ ببعض من الصورة المقبولة لدي البعض الآخر. فلم يكُن عبثاً أن يوصف المجتمع المصري بمُجتمع موجهه من الآخرين «»Others Oriented Society فيحاول البعض أن يُملي عليك توجهاتك السياسية والاجتماعية وحتي الشخصية، ولا يترك لك حُرية اختبار الحياة كما هي والتعلُم من خلال الخبرات المُختلفة، وكأن الجميع يدري عن حياتك أكثر منك.

في فيلم «الباب المفتوح» للكاتبة الكبيرة «لطيفة الزيات» وفي حوار لفاتن حمامة كانت تقول أنها تُفضل الكاتب الكبير «سلامة موسي» لأنه يقول مايريده دون لف ودوران، ولاعجب في تعرُض سلامة موسي ( 1887-1958) لهجوم ضاري لأفكاره الجريئة وطريقته التي تخلو تماماً من اللف والدوران فكان يقول ما يريد أن يقول دون حسابات أو مخاوف من أن تُصيبه لعنات البعض.

يخشي البعض ما قد يظُنه به الآخرين إذا اختار طريقاً مُختلفاً فينضم للمجموع حتي يشعُر ببعض الأمان، فمخالفة الغالبية ليست بالأمر الهيِن في محتمع الكثير منه محافظ تقليدي يشعُر بالتهديد ويُصدق الشائعات ولا يتحري دقة المعلومات التي يستقيها من وسائط الاعلام الجديد فيُصبح فريسة لبعض الاعلاميين المناصرين للرئيس والحكومة دون هوادة.

في حوار للدكتور «مُصطفي الفقي» كان لديه تصور بأن ثماني سنوات غير كافية للرئيس الحالي، وما يقوله يُعد مخالفة صريحة للدستور، حيثُ ينُص الدستور على أن يعاد انتخاب الرئيس لمرة واحدة فقط، فمجموع سنوات الحُكم ثماني سنوات فقط لا غير، والرأي في حد ذاته إهانة لباقي الحكومة حيث يحمل ضمناً فكرة أن الرئيس هو من يعمل وحده، رغن أن معظم القرارات الاقتصادية والمالية تمت باستشارة كبار الاقتصاديين ورجال المال والعلماء والخبراء. أما أن الآوان أن نقول ما نفكر فيه كما هو أم سنظل نعمل لصالحنا ولصالح المصالح الشخصية الضيقة التي حتماً لن تصنع مستقبلاً ولن تبني طريق.

قامت السيدة الفاضلة «مُحافظ البحيرة» بالتصريح بأن القري الأعلي تصويتاً سوف تحصل على خدمات أكثر وهذا أيضاً تصريح غير دستوري وينزع حرية الإرادة عن المواطن. الأفضل أن يُصبح لدينا مناخ سياسي أفضل فتزيد الدافعية لدي المواطن ويشعُر بجدوي التصويت، أما وقد شعر بعض المواطنين بعدم جدوي التصويت فقلت أو انعدمت لديهُم الدافعية فهذا يبدو أمراً طبيعياً. وأما عن ربط التصويت بالوطنية أو بخطر الإرهاب فهذ غير منطقي، فالحرب على الإرهاب سوف تظل قائمة لعدة سنوات وذلك لعدة أسباب منها عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط سياسياً ومنها نظام تعليم مصري عقيم وشبه غياب تكافوء الفُرص مما يؤدي إلى احباطات تُزيد من فرص تزايد المتطرفين ومن ثم بالوقت يتحولوا إلى إرهابيين.

من يستفيد بنتائج أية انتخابات في العالم؟ سؤال بديهي ولكننا مضطرون للإجابه عليه، يستفيد منها من يقوموا بالانتخاب، ولذا فنحن لسنا مضطرون «إن كنا فعلاً نبغي صالح الوطن والمواطن» أن نُثبت للعالم الخارجي أي شيء، ولكن يبدو أن النظام الحالي يخشي الآخر الخارجي قطعاً أكثر من اصلاح الهيكل الديمقراطي المبني على التنافس لأجل ظهور الأفضل.

حين ننطق بالحق نتحرر من كم الأكاذيب التي تُحيط بنا فنشعُر بسعادة حقيقية حين نقول الأشياء كما هي وليس كما يحاول الآخرون أن يجبرونا فنموت ونحن نعقد أننا على قيد الحياة، فنُصبح مُجرد رقماً بلا معني. الفرق بين «مُجرد الوجود» و«الحياة» هو كم الصدق فيما نقوم به. ولن يُثني البعض عن ما يعتقدون أن تكون الأغلبية ضدهم وصدق على بن أبي طالب القول حين قال «لا تستوحشوا الحق لقلة سالكيه»

شريف رزق

باحث في العلاقات الدولية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف