الأخبار
صفية مصطفى أمين
مرض الإنكار
في بلادنا مرض خطير اسمه " الانكار". لا نحب أن نسمي الأشياء باسمائها الحقيقية، نبحث لها عن مٌسمي آخر، لنضحك به علي انفسنا . فمثلا عندما هٌزم منتخبنا لكرة القدم في مباراة ودية أمام منتخب البرتغال بسويسرا.
هتفنا مع مذيع المباراة "مبروك هزيمة مشرفة". صحيح ان المنتخب نافس فريق البرتغال، واستمر هوالفائز حتي انتهاء الوقت الاصلي للمباراة، ولكن الواقع ان المباراة انتهت بفوز فريق البرتغال. والمؤكد انه قد حدث خطأ ما أو تقصير من جانبنا، أدي إلي دخول جولين في مرمي المنتخب خلال الوقت الضائع. الفوز كان يسعدنا .. ولكن الأهم الآن أن نعترف بما وقع من اخطاء، حتي نحاول اصلاحها في المباريات القادمة.
"الانكار" موجود في كل حياتنا . فإذا اخطأ مسئول، لا يعترف بخطئه حتي بينه وبين نفسه،. هويري انه دائما علي حق.. وينتج عن ذلك أخطاء أكبر واكبر.. ولا يكون هناك مجال للاصلاح!
ولوعدنا الي التاريخ فسوف نتذكر أننا أنكرنا هزيمة 1967 لسنوات طويله. كنا نسميها نكسة أو انتكاسة. المهم لا نعترف لانفسنا بواقع الهزيمة رغم كل ما فقدنا من شهداء وأرض وعتاد. وبعد سنوات عندما جاء الرئيس السادات وسٌميت الاشياء بأسمائها، لم نعد ننكر حقيقة الهزيمة، فانتصرنا في حرب اكتوبر 1973
لماذا نكذب علي انفسنا وننكر الواقع؟ ولماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة؟ يجب أن نواجه أنفسنا بالحقائق حتي نعرف مواطن الضعف ومواطن القوة، لنتجنب تكرار الاخطاء.
القوي هوالذي يعترف بأخطائه.. ولا ينكرها .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف