مريد صبحى
انتخابات رئاسية.. بطعم المصريين
انتهت الانتخابات الرئاسية بسلام، وتحطمت مخططات الجماعة الإرهابية وحلفائها على حشود المصريين، الذين زحفوا الى اللجان فى مشهد يؤكد أنهم قادرون على إبهار العالم مجددا؛ وكان اللافت للنظر حشود الساعات الأخيرة وتحرك أعضاء حزب الكنبة «المتكاسل» وكأنهم استيقظوا من غفوتهم فجأة للحاق بقطار الانتخابات حتى لو استقلوا العربة الأخيرة، رغم أن القطار كان ينتظرهم على محطة الديمقراطية لمدة ثلاثة أيام متواصلة؛ لكن هذه عاداتنا ولا هنشتريها، مما دفع الهيئة الوطنية لمد التصويت. ثانيا: تحدى المصريين للعاصفة الترابية الشديدة والأمطار الغزيرة والاحتشاد أمام اللجان كان أشبه بالمظاهرات، فهو مشهد يجسد إرادة المصريين عندما يقررون مصيرهم بأيديهم، ويختارون مستقبلهم بإرادتهم، فى رسالة تحد لكل من تسول له نفسه المساس بهذا الشعب أو النيل من عزيمته.
ثالثا: ليس عيبا أن تحشد الدولة الناخبين ما دامت إرادتهم حرة فى اختيار من يشاءون، بل يحسب لها أنها وفرت لهم كل السبل والأدوات للمشاركة من تأمين وتيسير وتنظيم؛ بدليل ارتفاع عدد الأصوات الباطلة؛ وهذه قمة الشفافية والنزاهة.
رابعا: تفعيل الهيئة العليا للانتخابات قانون الغرامة لمن يتخلف عن التصويت لهو أمر مقبول؛ ولكن كان يجب أن يتم ذلك منذ اليوم الأول للتصويت، لتحفيز «المتكاسلين والمتواكلين» على المشاركة، خاصة أن القانون قائم قبل ترشح السيسى، وأن تفعيله ليس اختراعا كما يردد المتربصون.
خامسا: سجلت انتخابات هذه المرة مشاهد بليغة وقصصا عظيمة بطعم المصريين؛ والأهم أنها أحبطت مخططات وشائعات الجماعة الإرهابية التى ربطت نجاح السيسى بزيادة فى الأسعار، وهى القضية الأخطر التى تمس عصب السواد الأعظم من الشعب، الذى ينتظر من يحنو عليه من رحم الصبر وقسوة المعاناة.