مصطفى هدهود
الشعب المصري والرئيس السيسي وملحمة .. منظومة الطرق والكباري والانفاق
تعتبر منظومة الطرق والكباري والانفاق من أهم مفاتيح تحقيق التنمية الشاملة المستدامة لأية دولة.. وعلي المستوي المحلي وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه المنظومات في مقدمة اولويات الدولة اعتماداً علي انها المفتاح الرئيسي لتطوير مصر اقتصادياً وعمرانياً وزراعياً وصناعياً وبشرياً.
وقبل توضيح الانجازات التي تحققت خلال خمس سنوات منذ ثورة 30 يونيو والتي تعتبر ملحمة مصر الاكبر حيث تم إنشاء عشرات الطرق الرئيسية الجديدة وإعادة تأهيل وتوسعة ورصف مئات الطرق الاخري بأطوال 3600 كم حتي الآن مع الاستمرار في استكمالها لتصل لحوالي 7000 كم مع نهاية عام 2020 بإذن الله تعالي وبتكاليف مالية سوف لا تقل عن 200 مليار جنيه مصري شاملاً الطرق والكباري والأنفاق.. وإحقاقاً للحق يجب أن لا ننسي أنه مع قيام ثورة 1952 كانت معظم طرق مصر الفرعية تراباً دون أسفلت. ولا ننسي أول طريق تم رصفه بالمواصفات العالمية والذي تم إنشاؤه مع معاهدة 1936 أيام مصطفي النحاس والذي يربط الاسماعيلية بالإسكندرية مروراً بالزقازيق وميت غمر وزفتي وطنطا وكان لمصلحة الطرفين مصر وإنجلترا نظراً لوجود الجيش الانجليزي في منطقة القناة. وهنا ظهرت أهمية الطرق للقطاع العسكري والمدني وبعد ثورة 1952 اهتم الزعيم عبدالناصر بمنظومة الطرق وقام بإنشاء شركات حكومية عملاقة بالإضافة إلي الشركات الخاصة والاهتمام بتطوير كليات الهندسة وانتشارها في كل المحافظات لتخريج العناصر المؤهلة في هذه المجالات وتم تطوير طريق الإسكندرية الزراعي وتوسعته وإنشاء عشرات الكباري عليه وفي إطار خطة التعمير الزراعي والعمراني للصحراء غرب الدلتا تم إنشاء طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي والذي أدي إلي تعمير مديرية التحرير والخطاطبة. وإنشاء طريق الاسماعيلية القاهرة الصحراوي وتطوير طريق السويس القاهرة وإنشاء طريق القاهرة بلبيس الصحراوي والذي كان طريقاً خاصاً للقوات المسلحة في بادئ الامر وطريق القاهرة اسوان الزراعي وطريق الواحات وأسيوط الخارجة وأبوطرطور حتي سفاجا وداخل القاهرة تم انشاء طريق صلاح سالم كمحور رئيسي يربط شرق بغرب القاهرة والبدء في إنشاء محور كوبري السادس من اكتوبر قبل وفاة الزعيم جمال عبدالناصر بعام.
وفي عهد السادات ولاقتحام الصحراء الشرقية والغربية صناعياً وزراعياً تم تطوير طرق القاهرة السويس والاسماعيلية والعاشر من رمضان - بلبيس وربط القاهرة بالغردقة وشرم الشيخ وإنشاء أول نفق أسفل قناة السويس باسم الشهيد احمد حمدي وإنشاء مئات الطرق الفرعية داخل الوجه البحري والصعيد واستكمال طريق كوبري السادس من اكتوبر كمحور رئيسي داخل العاصمة حتي منزل غمرة.
وفي عهد حسني مبارك حدثت طفرة في منظومة الطرق والكباري نظراً لطول فترة حكمه وبفكر المهندس حسب الله الكفراوي الطريق الدائري حول القاهرة وطريق الاوتوستراد حتي حلوان وإنشاء الطريق الساحلي الشمالي الذي يعتبر طفرة كبيرة لتطوير شمال محافظات الدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة وربط العريش بالسلوم لأول مرة بطريق رئيسي. وتم زيادة وسائل الربط بين القاهرة ومحافظات الصعيد والوادي الجديد من خلال الطريق الصحراوي الشرقي والغربي بمجهودات القوات المسلحة ولذلك يتم تسميتهم بطريق الجيش وتم البدء في الطريق الدائري الاقليمي والذي يدور حول القاهرة متقاطعاً بكل الطرق الرئيسية التي تربط القاهرة بكل محافظات الوجه البحري والصعيد ولكن تم فقط الانتهاء من القوس الغربي والجنوبي والشرقي من الفيوم حتي بلبيس بمحافظة الشرقية. ثم توسعة ورصف طرق القاهرة الفيوم وبلبيس والاسماعيلية والسويس ومحور القاهرة المنصورة دمياط مروراً بميت غمر والاخر مروراً بالزقازيق كوسيلة لربط ميناء دمياط بمحافظات الوجه البحري والقاهرة ومحور طنطا كفر الشيخ في بلطيم وطريق العلمين كأحد فروع طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي وتم ربط سيناء بكوبري السلام.
وإعادة تأهيل طريق القاهرة الغردقة حتي حلايب وشلاتين والقاهرة شرم الشيخ ونويبع.. ولا ننسي قيام القوات المسلحة باشراف مباشر من المشير حسين طنطاوي في تشييد اول طريق حر بالمواصفات العالمية وهو طريق القطامية العين السخنة والذي يعتبر مفخرة للمهندس المصري.. وبعد ذلك النجاح تم البدء في تحويل طريق القاهرة الإسكندرية إلي طريق حر بمعني الكلمة ولكن لم ينته قبل عام 2011 ولا ننسي محور 26 يوليو لربط مدينة السادس من اكتوبر بالقاهرة وطريق التسعين لربط التجمع الخامس بالقاهرة وامتداد محور كوبري السادس من اكتوبر من غمرة حتي مدينة نصر وبدء تنفيذ مشروع مترو الانفاق بالمرحلتين الاولي والثانية. وهذه امثلة من مئات الطرق والكباري التي تم تنفيذها من عام 1936 وحتي عام .2011
ويسأل القارئ إذا كان هذا المجهود الرائع المبذول من الشعب المصري والدولة المصرية خلال 74 عاماً فلماذا نقول بأن ما تم تنفيذه خلال خمسة أعوام منذ ثورة يونيو 2013 وحتي الآن في منظومات الطرق والكباري والانفاق هو الملحمة الاكبر التي يفتخر بها الشعب المصري امام العالم كله. والاجابة ترتكز علي قيام الرئيس السيسي بوضع استراتيجية لمنظومة الطرق والكباري والانفاق يتم تنفيذها خلال ثماني سنوات. تتضمن ربط كل محافظات الجمهورية طولياً وعرضياً ودائرياً وبالأخص ربط محافظات الوجه البحري بمناطق التعمير في سيناء ومطروح وربط محافظات الصعيد بمناطق البحر الاحمر والوادي الجديد وتوشكي والعوينات.
بالفعل تم خلال خمس سنوات فقط انجاز اعمال تعادل ما تم انجازه خلال عشرات السنوات في المراحل السابقة نظراً لوجود خطط استراتيجية وعزيمة وإرادة ومتابعة شبه يومية واستغلال كل الامكانيات المادية والبشرية والهندسية والمالية المتوافرة لدي الدولة والشعب المصري لتنفيذ هذه الخطط.
والاختلاف الرئيسي هو اعتماد الرئيس السيسي بوضوح علي منظومة القوات المسلحة في التنفيذ أو الاشراف علي تنفيذ نسبة كبيرة من هذه الطرق والكباري والانفاق علي التوازي مع الاستمرارفي تكليف شركات المقاولات التابعة لوزارة النقل أو الشركات الاستثمارية المصرية والجهاز التنفيذي للمشروعات التابع لوزارة الاسكان وتنويع مصادر التمويل وزيادتها والعمل بأسلوب غير تقليدي بالنسبة لأسلوب التنفيذ والتمويل والموافقة علي تلبية مطالب المواطنين المادية عند نزع ملكياتهم من الاراضي أو المباني المطلوب الحصول عليها أو إزالتها لتنفيذ الطرق والكباري والانفاق المطلوبة. والتأكيد علي تنفيذ الاعمال بالمواصفات القياسية العالمية وبالجودة العالمية وفي التوقيتات المحددة وبأقل التكاليف. مع العمل علي تدبير جميع المواد الاولية المطلوبة حتي ولو تم استيرادها من الخارج مثل ما يحدث مع مادة البيوتومين المادة الاساسية للطبقة الاسفلتية وحديد التسليح ومعدات التشييد والرصف مما ادي إلي نجاح الدولة في الانتهاء من الطريق الدائري الاقليمي بطول 395 كم وبنصف قطر من 50 ــ 70 كم ومحور شبرا بنها الحر بطول 48 كم والبدء في تنفيذ الطريق الدائري الاوسطي حول القاهرة بنصف قطر حوالي 25 ــ 30كم.