الأهرام
فريدة الشوباشى
صفحة جديدة
يحاول البعض أن يبقينا فى دائرة الجدل بصدد الانتخابات الرئاسية التى أعلنت فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بولاية ثانية، وهل كانت الانتخابات تنافسية وما نسبة التصويت والمقاطعة والتزام المنزل على أساس أن النتيجة مضمونة، وذلك حتى لا نوجه أنظارنا شطر المستقبل ونشمر السواعد لاستكمال بناء الوطن مع القائد الذى وضع رأسه على كفه دفاعا عن مصر وإفشال مخطط تفتيتها فى الثلاثين من يونيو والذى شهد ثورة لم يسبق لها نظير فى التاريخ حتى فى الصين التى يفوق عدد سكانها سكان مصر بنحو خمسة عشر ضعفا..

ولا شك أن الانتخابات الرئاسية لم تكن مثالية نتيجة الظرف الاستثنائى الذى تمر به مصر إذ إن حالة الركود التى سبقت ثورتى يناير ويونيو والتى تكلست فيها مفاصل الدولة على أكثر من صعيد، ثم فترة الفوضى والدعوة إلى هدم مؤسسات الوطن، وفى المقدمة منها الجيش الذى حمى التراب الوطنى ولا يزال يخوض حربا لا هوادة فيها ضد الارهاب، ذلك كله، ناهيك عن الحملات الشعواء التى تشكك فى كل ثوابت المصريين وما يصاحبها من تضليل فج وافتراءات مكشوفة من قبل أعداء الخارج، تجعل أى محلل موضوعى يقر بأن هذه الحقبة هى أصعب وأشرس حقبة واجهتها مصر فى تاريخها الحديث وربما فى تاريخها كله.. ويدرك المواطن أن دعوى غياب المنافسة فى هذه الانتخابات تثير السخرية حيث يوقن المصريون تماما، كما يدرك المشككون والأعداء، أنه لا يوجد على الساحة من يمكن أن ينافس السيسي، وإلا فما الذى منعهم من تقديم هذا المنافس المنقذ للديمقراطية والذى يتمتع بشعبية جارفة؟. ورأيى إن من تقاعس عن التصويت لاعتقاده بان النتيجة مضمونة، لا يحق له التدخل فى أى شأن كان، حيث فرط فى احترام صوته، ولا أنفى أن ملايين من هؤلاء قد ركنوا إلى الكسل ولم ينزلوا إلى الشارع، بحسن نية.

المهم الآن أن يبدأ الرئيس صفحة جديدة، فتحتها الانتخابات الرئاسية ومنحته ثقة المواطنين بما لا يقبل التشكيك حسب ما أقرت حتى الجهات المعادية.. نطالب الرئيس بمواصلة طريق البناء الذى اختاره منذ لحظة تفويضه والذى أصبح واقعا ملموسا كان أهم حافز للملايين التى رأت فيه لأول مرة منذ عشرات السنين، رجلا يفعل ثم يقول انه فعل، وليس العكس، بأن يقول سأفعل ولا يحدث شيء.. قبل أن تشاور عليه قلوب المصريين، أعلن بأعلى صوت للقاصى والداني: إن الارادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخري..وشخص مرض الوطن فى آفتين هما، الجهل والفقر..ومن ثم فإننا مطالبون بفتح صفحة جديدة يتم خلالها ترسيخ مفهوم أولوية الارادة المصرية والانعتاق من أغلال حقبة الـ 99% من الأوراق فى أيدى طرف خارجي.. فتح السيسى النوافذ على العالم وصافح من استقبل ضوء تلك النوافذ مرحبا ، ..أكد السيسى الأولوية القصوى للتعليم وإصلاح المنظومة التعليمية لمواكبة العصر واحتلال مصر المكانة اللائقة بها فى العالم بعد الانحدار المزرى الذى كان من أهدافه الأساسية محو قيمة الوطن والحرص على وحدته وحمايتها حتى لو كان المقابل التضحية بالحياة نفسها، وكذلك تصويب الخطاب الدينى مع اعلاء قيمة المواطنة وعودة دولة القانون الذى يساوى بين الجميع وليس دولة الفتاوى التى تاه معها معيار الخطأ والصواب، وقد خضعت لأهواء ووجهات نظر المدارس المختلفة.. وأثق تماما أن الرئيس السيسى يؤمن بأن من لا يملك قوت يومه ،لا يملك حرية قراره وهو الدافع الأساسى الذى يشعل حماس الرئيس لعلاج الضعف الاقتصادى مهما تكن مرارة الدواء.. وهو ما يتطلب بالضرورة القضاء على الفساد الذى استشرى والذى يعد أشد خطرا من الارهاب..أتمنى أن يعيد الرئيس منصب وزير الإعلام وهذا أمر حيوى وملح فى هذه المرحلة... المهم أننا متفائلون بالمستقبل على أن نشمر جميعا عن سواعدنا بقيادة الرئيس الذى اخترناه رغم كل التحديات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف