الجمهورية
صالح ابراهيم
الحبر الفسفوري.. وأحلام الأحفاد
** مازال الحبر الفسفوري في إصبع الإبهام.. وأصوات عظيمات مصر وزغاريدهن تعبيراً عن الفرحة لها فعل السحر في القلب.. وذلك التوحد الصلب البنيان من أبناء الوطن.. وتوافدهم في أيام العرس الديمقراطي الثلاثة.. علي لجان انتخابية ارتبطت معظمها في أذهانهم بذكريات مضيئة عن مشوار عمر قد يتوج بالحضور.. بكل رغبة وتحد لكل صعوبة.. للمشاركة في ماراثون الاختيار ولكن قاعدته بالتأكيد.. بالنسبة لي وللملايين من غيري.. مكان صناعة المستقبل.. والاستعداد للحلم الكبير.. إنها مدرستي الابتدائية حيث استطعت أن أكتب اسمي لأول مرة.. وأقرأ السطر الأول في جريدة الصباح.. أو الإعدادية حيث تتفتح المدارك أكثر.. بالجبر والهندسة قاعدة الحكمة والفلسفة.. ودراسة اللغة الأجنبية الأولي.. بداية طريق طويل.. لمن عرف لغة قوم أمن شرهم وربما المدرسة الثانوية.. مصنع الإعداد للرجال قبل تحقيق حلم الجامعة.. والباشمهندس.. والدكتور.. والكيميائي والمحامي.. الخ.. باختصار إذن أن 99% من مقار اللجان الانتخابية.. ترتبط في أذهان جميع الناخبين.. متعلمين أو أصحاب حظ قليل من التعليم.. بأنها المكان الرسمي لصنع المستقبل وإعداد وتأهيل الأجيال.. مما يجعل الوطن حاضراً ومستقبلاً.. يتواجد دائماً في أذهان وعقول.. بل قلوب الملايين.. رجالاً ونساء.. الذين منحوا مصر العزيزة أولوية الوقت.. ويفعلون ذلك عند تطلب الأحداث ذلك.
** هذه بداية حواري والحبر الفسفوري يضيئ إصبع الإبهام.. وحولي أحفادي الستة.. الذين تتراوح أعمارهم بين السنة الواحدة.. والأربع عشرة سنة.. هم مختلفون في هواياتهم واهتماماتهم بل وأحلامهم والمهنة التي يريدون احترافها.. عماد لرحلة الحصاد في المستقبل.. ولكن اتفق الجميع في إحساس السعادة الغامرة.. مشاركتهم الماراثون الانتخابي.. ضيوفاً علي الفرحة والأناشيد الوطنية والزغاريد والأغاني.. والنداء الحبيب "تحيا مصر" حاملين العلم المصري الخفاق.. أمام اللجان المختلفة خلال رحلتهم مع أسرهم إلي اللجان الانتخابية.. وهو الأمر الذي شكل ظاهرة جمعية وجماعية في كل أنحاء الوطن من الإسكندرية إلي أسوان.. وسعدوا كما سعدنا نحن الآباء والأجداد.. بذلك الإقبال غير المسبوق للمشاركة السياسية لأهالينا في شمال سيناء.. الذين يساندون ويدعمون أبناءهم أبطال القوات المسلحة والشرطة في معركتهم المقدسة "سيناء 2018" لوأد الإرهاب الأسود وتدمير جحور وسراديب أهل الشر المتطرفين.
** وقد كانت هذه اللقطات من لجان شمال سيناء الحبيبة هي الدائرة الأولي التي تضمنها حوار الجد والأحفاد لاكتشف ببساطة.. أن جميع الأطفال النبهاء مع السن المبكرة للإدراك.. يدركون أن أرض الفيروز هي قاعدة النضال والبناء.. وصمام الأمن والأمان.. لأن بوابة مصر الشرقية.. هي عمق الوطن الجغرافي والتاريخي منذ بداية الحضارة.. وتصدي المصريون للغزاة والطغاة الذين جاءت نهايتهم وضياع أحلامهم وفشل مؤامراتهم.. في رمال أرض الفيروز.. وفي نفس الوقت كانت هي محطة العبور الآمن للرسل والأنبياء "ادخلوها بسلام آمنين".
** ومازال الحبر الفسفوري ينتقل من الإبهام إلي العقل ودائرة التوقع.. عن صورة الغد المتلاحمة مع الآمال والانجازات القادمة.. بالطبع علي قاعدة العمل الجاد والمتعدد المجالات في السنوات الأربع الماضية لانتقل بالتفكير إلي ما يعكس الاهتمام المباشر.. بمستقبل هؤلاء الأحفاد.. السنوات تمر بسرعة وتجارب تطوير وتحديث التعليم.. تحتاج إلي سنوات عديدة لتطرح أشجارها الثمار.. ويملأ المكان.. تلك العلاقة الحميمية الوطيدة وغير المسبوقة بين قائد سفينة الوطن.. وابنائه الشباب.. وما قدم لهم لتأهيلهم وأخذ بيدهم إلي طريق المستقبل.. تستعيد الذاكرة مؤتمرات الشباب التي ساعدت علي اكتشاف قيادات واعدة.. وآخرها ذلك المؤتمر العالمي الذي طالت فيه قامات شبابنا.. كل الدنيا.. تبادلوا المعرفة والخبرات واتفقوا علي تبادلها في مؤتمرات حاشدة في نفس الموعد من كل عام.. وكذلك الثقة التي منحها القائد للشباب كي يتحدثوا بشجاعة وموضوعية عن مشكلات قراهم ومدنهم.. وعلي سبيل المثال.. ما ذكره ذلك الشاب الأسواني عن الصرف الصحي لمحطة كيما علي النيل.. واخطارها المتعددة ومتابعة الرئيس رغم مشاغله المتنوعة.. وبالفعل حلت المشكلة من الجذور.. وهناك ايضا البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب والأكاديمية الوطنية التي وفرت لشبابنا أعلي مستوي ممكن من الإعداد وتنمية المواهب والقدرات.. بالإضافة إلي حصة متقدمة للشباب في المجالس التشريعية والمحلية.. ناهيك عن الثورة الإدارية التي قدمت للوطن.. لأول مرة.. شباباً واعداً.. في مرتبة معاوني ومساعدي الوزراء.. لتحضيرهم لمسئولية القيادة.. ومواصلة المشوار مع حصد الثمار.
** ومازال الحبر الفسفوري يضيئ دائرة الحوار مع الأحفاد.. لأبسط لهم الحديث عن خطوات متعددة لتمكين المرأة.. وتعظيم مكانتها.. وتكريم الرئيس الدائم لعظيمات مصر.. واستقبال نماذج من الفتيات المكافحات.. ويتواصل الحديث إلي آمال تتسع.. وخير عميم قادم.. مع نجاح الإصلاح الشامل الذي التف حوله الشعب.. وتحمل فاتورته الصعبة.. لنلمح بشائر الحصاد.. بعد تعافي الاقتصاد.. وجذب الاستثمارات.. والتنافس بين الحكومة والقطاع الخاص في توفير فرص العمل.. بالإضافة إلي قاعدة المعجزة المصرية في التقدم والتنمية.. ونعني بها الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي قضت علي أسطورة تراب الميري.. وبدأت في إفراز الكثير من رواد الأعمال.. ناهيك عن مظلة الحماية الاجتماعية.. وامتدادها إلي العمالة غير المنتظمة واشعارها بالأمن والأمان.. هناك إذن ما نبني عليه.. للغد.. قلت لأحفادي مستقبلكم في عيون الدولة العريقة.. وأحلامكم أولوية البناء الشامخ.. بعد أساس استغرق 4 سنوات وليكن الحبر الفسفوري.. في ذاكرة الجميع.. حلقة مهمة.. لمسيرة الديمقراطية.. يتجدد ذكري أيامها الثلاثة.. مع كل إنجاز.. وخطوة للأمام.. خلف القائد الشجاع الذي عشق الوطن.. وصدق الشعب ونذر حياته لمستقبل مشرق للأجيال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف