الأخبار
جلال دويدار
شكرا لمحافظ القاهرة.. حرصه علي إقرار النظام وهيبة القانون
الفوضي والتسيب والبلطجة والغياب الكامل لهيبة القانون.. كانت من أبرز السوءات التي عاشتها مصر بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. هذه السلوكيات الإجرامية أصابت المواطنين بالهلع خاصة في ظل تسلط وسطو جماعة الإرهاب الإخواني عليها. أحد أسوأ هذه المظاهر الغريبة علي المجتمع المصري.. تمثلت في استيلاء الباعة الجائلين علي كل شوارع وميادين القاهرة ومعظم المدن.
هذا الوضع أدي إلي تعطيل حركة السير والمرور سواء للمارة أو للسيارات إلي جانب ما صاحب ذلك من تهديد لأمن المواطنين ومصالحهم بل وحياتهم.. تفاقمت هذه الحالة نتيجة تقاعس الاجهزة المعنية - تنفيذا للأوامر - عن مواجهة وإزالة هذه المخالفات.
بعد امتداد هذه الحالة المؤدية لشارع الصحافة حيث مقر مؤسستي أخبار اليوم والاهرام.. اتصلت مستغيثا تليفونيا بمحافظ القاهرة في ذلك الوقت الدكتور جلال سعيد.. ولكنني فهمت منه أن هناك استحالة لاعمال القانون بإزاحة الاحتلال غير المشروع لشوارع القاهرة. وفي أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وفي اطار اهتمام الدولة باستعادة هيبة القانون وفرض النظام حدثت المعجزة. تمثل ذلك في إجلاء جحافل الباعة الجائلين من شوارع القاهرة بما فيها منطقة شارع ٢٦ يوليو بداية من ميدان الجلاء وحتي كبري أبوالعلا. هذه المنطقة كانت قد تحولت إلي »سويقة»‬ لبيع الملابس المستعملة.
حفاظا من الدولة علي مصالح وأرزاق الباعة جري تخصيص مواقع لهم في جراج الترجمان بحجة أن سوق الترجمان لا يجذب الزبائن لجأ هؤلاء الباعة إلي ممارسة لعبة القط والفأر مع الدولة. كانوا يختفون بعد حملات شرطة المرافق ليوم أو يومين ثم يعودون مرة أخري إلي مواقعهم في شارع ٢٦ يوليو وكذلك إلي الشارع الوحيد خلف مستشفي الجلاء المؤدي إلي شارع الصحافة. كنا نحن الصحفيين وكل العاملين في أخبار اليوم والاهرام وزوارنا نعاني الأمرين للوصول إلي مكاتبنا. زاد من الطين بلة انتقال عدوي باعة الملابس المستعملة إلي »‬مافيا» الميكروباص الذين نقلوا أيضا نشاطهم إلي شارع الصحافة وما حوله.
في الفترة الاخيرة تعاظمت الجهود التي بذلها ويبذلها المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة الذي تولي المسئولية بعد الدكتور جلال سعيد. تركزت واستهدفت هذه الجهود.. اصلاح احوال العاصمة التي تعد الواجهة لمصر المحروسة. رغم تراكم المشاكل التي تصدي لها.. فقد كان في مقدمة اهتماماته إعادة واستتباب النظام بالشوارع وتفعيل التخطيط الذي يضمن نظافتها.
الاحساس بحجم ما هو مطلوب فرض علي المحافظ الهمام التواجد في مكتبه وفي شوارع القاهرة ساعات طويلة يوميا للمتابعة وضمان تنفيذ ما هو مخطط لإنهاء المشاكل. رغم كل هذا عادت ظاهرة احتلال باعة الملابس المستعملة إلي احتلال الشارع المؤدي إلي شارع الصحافة. علاوة علي ذلك وباعتبار ان »‬ما فيش حد أحسن من حد» قررت »‬مافيا» الميكروباص هي الاخري العودة بنشاطها إلي شارع الصحافة. هذا الأمر الذي كانت محصلته تجميد الحركة تماما بهذا الممر الحيوي وسط القاهرة.
أمام هذا الموقف الذي لا يمكن احتماله اتصلت بالمحافظ عاطف عبد الحميد مستنجدا. أوضحت له أن هذه المعاناة لم تعد تقتصر علينا ولكنها أصبحت تشمل الضيوف والزوار للصحيفتين الرئيسيتين في مصر سواء كانوا مصريين أو أجانب. وبأسلوب الحسم المميز به والذي عايشته خلال المناصب التي تولاها.. وعدني بوضع حد وبشكل جذري لهذا العدوان علي شارع الصحافة.
بعد ٢٤ ساعة بالتمام والكمال تم المراد واختفي الباعة وتكدسات الميكروباص من شارع الصحافة وما حوله. كان واجباً عليّ الاتصال وعلي ضوء هذا الإنجاز بالمحافظ لأشكره علي هذه الهمة المعهودة منه. انتهزها فرصة ليخبرني بتواصل واستمرار المتابعة أكد حرصه علي مصالح هؤلاء الباعة وسائقي الميكروباص وأنه في سبيل تحقيق هذا الهدف أصدرتعليماته بتهيئة وإعداد منطقة جراج الترجمان لممارسة باعة الملابس المستعملة وسائقي الميكروباص لنشاطهم المشروع. قال ان ما يجري تنفيذه يشمل القضاء علي الشكاوي والمعوقات وتوفير التسهيلات بما يجعل هذا المكان مقبولا ومرحبا به من جانبهم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف