عالمصري دور ......
نردد مقولات وأحاديث شريفة كثيرا في حياتنا اليومية دون أن نطبقها فعليا أو دون ان نمنحها ما تستحق من اهتمام في التطبيق، فإذا كانت النظافة من الإيمان كما قال رسولنا الكريم، فلماذا يسلك البعض مسارات شاذة ويلقون بالقاذورات من نوافذ السيارات غير عابئين بصورة بلادهم؟. لماذا يطيحون بأكياس القمامة في محيط الصندوق وليس بداخله؟.
لماذا يعتمد البعض كليا علي عامل النظافة المشغول أحيانا بالتسول من السيارات حاملا مكنسته البالية وموزعا نظراته البائسة؟.
نعم يا سادة النظافة قضية أمن قومي لكونها مؤشرا حضاريا أساسيا يدخل في مكونات الاستثمار، لا ننكر أن الخجل يغمرنا عندما نقرأ مدونات السياح وهم يسهبون في قذارة شوارعنا التي لا تليق بعظمة أجوائنا السياحية، لقد هرمنا وأدرك الشيب رؤوسنا ونحن نسمع عن جهود الدولة في حل أزمة النظافة دون جدوي، وحتي إذا نجحت الدولة في إيجاد الحلول فلنعلم أن العلم الحديث لم يكتشف بعد آلة تسير خلف الـ ١٠٠ مليون مصري لتجمع ما يلقونه في الشوارع، غرامات مغلظة يعلن عنها عقابا لمن يلقي بمخلفات المباني في غير أماكنها ومن يهدر المياه، ولكن ماذا عن إلقاء الحيوانات النافقة في الترع والمصارف؟؟
وطالما قررنا التصدي لهذا الملف المخجل، دعونا نشر أيضا إلي ملف النظافة الشخصية والتي يعتبرها البعض زورا وبهتانا من قبيل الحرية الشخصية !!!!
وهؤلاء أسألهم هل هي أنوفكم التي تعاني أم أنوفنا ؟؟
سل نفسك أيها المواطن بم تشعر في قيظ الصيف وأنت حبيس أوتوبيس النقل العام أو الميكروباص، غارقا في بحر الروائح النفاذة!!!!
كم مرة ركبت تاكسيا ووجدت السائق مرتديا بيجامته ـ التي يسميها كذبا بالتريننج ـ والشبشب ذا الأصبع وقد تناسي متعمدا استخدام الصابون وفرشاة الأسنان منذ سنوات طويلة؟؟
أعلم أن فزاعة الفقر في انتظاري مع قصائد عصماء عن عرق الغلابة الذي لا يعرف قيمته المرفهون، عذرا هي كلمة حق يراد بها باطل لأن النظافة ليست مرادفا للفقر علي الإطلاق وجميعنا ندخل بيوتا فقيرة تنعم بالنظافة وبيوتا أخري للأغنياء غارقة في القذارة.
دعونا نطلق دعوة للاهتمام بالنظافة إذا كنا نريد الإصلاح أو ندفن رؤوسنا في الرمال ونخفي التراب أسفل السجاد كما تفعل ربة المنزل الكسولة التي لا تعرف معني النظافة الحقيقي، ليتنا نعلم أن النظافة من الإيمان.