الأخبار
رفعت رشاد
جريدة الجمهورية.. تحية حارة
حريات
بيني وبين جريدة الجمهورية علاقة مودة قديمة. ربما جزء منها يعود إلي بداية الثمانينات عندما عملت بالجريدة في العدد الأسبوعي منها، والأكيد لأن الجريدة هي جريدة ثورة يوليو التي لها مني طوال العمر كل التحية والتقدير ولقادتها كل الإعزاز والاحترام.
في بداية الثمانينات عملت مع المرحوم محمود خطاب وكان صحفيا مثقفا وكان مدير التحرير الأستاذ محمد أبو الحديد أطال الله عمره وكان مثالا للأدب والتميز الصحفي. وكان علي رأس المؤسسة الراحل الكبير محسن محمد الصحفي صاحب البصمة الكبيرة في حياة الجريدة. عشت في الجمهورية عامين عاصرت فيهما قصصا وحكايات بين القيادات وكان رئيس التحرير وقتها الأستاذ محفوظ الأنصاري أطال الله عمره.
قبل عملي في الجمهورية عملت لفترة قصيرة بجريدة المساء وكان رئيس التحرير الأستاذ سمير رجب وفي المساء عرفت معني الالتزام بالعمل، حيث كان سمير رجب يحضر للجريدة فجرا ومهما حضرنا مبكرا كنا نجده في صالة التحرير في المبني القديم يسبقنا ويعد لإصدار الجريدة مبكرا وقد قفزت المساء في عهده توزيعيا إلي أرقام غير مسبوقة وصارت جريدة مؤثرة سياسيا.
عرفت أصدقاء كثيرين في هذه المؤسسة العريقة. شرفت بزمالتهم واستمرت علاقاتنا حتي الآن. واليوم جاءت الفرصة لكي أتحدث عن جريدة الجمهورية ومؤسسة دار التحرير العريقة بمناسبة مرور 65 علي تأسيس الجريدة والدار. ولابد للأجيال الجديدة أن تعرف بعض المعلومات عن الجريدة التي كانت لسان حال الثورة. كان فكر الزعيم جمال عبد الناصر سابقا فقرر إصدار الجريدة التي يعبر اسمها عن المرحلة الجديدة في تاريخ البلاد. واختار الزعيم أن يكلف أنور السادات بإصدار الجريدة. ورأي السادات أن إصدار جريدة ليس بالأمر السهل وطلب مهلة ولكن عبد الناصر دفعه لاستكمال إجراءات الإصدار فتقدم السادات إلي الداخلية بطلب إصدار الجريدة نيابة عن صاحب الجريدة وهو الزعيم جمال عبد الناصر واستأجر السادات شقتين في العمارة رقم 36 شارع شريف بوسط القاهرة وبعد ذلك انتقلت الجريدة إلي المقر الذي اشترته من جريدة الزمان بالمبني رقم 11 شارع الصحافة وهو حاليا ملك مؤسسة أخبار اليوم.
في 7 ديسمبر 1953 صدر العدد الأول من الجمهورية بعد حملة دعاية وترويج كبيرة في الصحف المصرية عن الجريدة التي ستلهب ظهر الاستعمار. وكان أنور السادات مديرا عاما للجريدة التي جذبت عددا كبيرا من المفكرين للكتابة علي صفحاتها علي رأسهم العميد طه حسين والدكاترة لويس عوض ومحمد مندور وخالد محمد خالد. وكان حسين فهمي ـ نقيب الصحفيين ـ أول رئيس لتحرير الجريدة التي كتب ناصر افتتاحيتها في العدد الأول عن » دور الاستعمار في ضرب القومية العربية »‬ بينما كتب السادات منذ العدد الأول مئات المقالات بأسلوب صحفي مهني محترف حتي في العناوين التي كان يختارها في كل المجالات وتولي رئاسة مجلس الإدارة بها. وفي عام 1956 انتقلت الجمهورية إلي مبناها المعروف في 24 شارع زكريا أحمد حتي عام 2000 عندما استقرت في شارع رمسيس. وفي الفترة من عام 1956 وحتي 1959 تولي السادات رئاسة مجلس الإدارة.
كانت رؤية ناصر الثاقبة سببا في وجود الجمهورية التي كان اسمها معبرا عن المرحلة الثورية، وفي نفس الوقت كانت الجريدة مدفعا قويا في مواجهة الاستعمار والمؤامرات الداخلية، ضمت بين صفحاتها رجال الثورة من القادرين علي الكتابة والإبداع ولفترة طويلة ضمت عددا من المفكرين اليساريين الذين كانوا عاملا أساسيا في إبداع الستينات المسرحي والأدبي. ومن ضمن ما نذكره أن الكاتب الصحفي الكبير موسي صبري رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الأخبار تولي رئاسة تحرير الجمهورية وكتب في مذكراته عن الفترة التي قضاها بين جدران الجريدة العريقة.
لقد سعدت بفرصة الكتابة عن جريدة الجمهورية التي أمضيت فيها وقتا طيبا للعمل مع زملاء أعتز بهم مهنيا وشخصيا وأتمني من كل قلبي لجريدتنا المحترمة كل التقدم والازدهار وأؤكد لكم أنني متعصب للجمهورية، الجريدة والدولة ولثورة يوليو وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر الذي كان سابقا عصره بفكره.
كل سنة والجمهورية بخير وكل زملائي الأعزاء بالجريدة ودار التحرير بخير.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف