المستشار محمد محمد خليل
الأبطال وحماية الوطن.. دور يتواصل
ما أعظم ان تحقق الشعوب انتصاراتها في خضم الصراع الدولي المشتعل والذي يؤكد أنه لا مكان فيه إلا للقوي.
فالقوة تحمي الحق. ولا يستقيم الحق أو يثبت الا إذا كانت له قوة تحميه.
وتخليد النصر وابرازه. والقاء الضوء عليه عمل حتمي لتعرف الأجيال ما حققه الأسلاف في سبيل حماية الوطن. وبيان دور الابطال العظام الذين حققوا هذا النصر.
كتاب عبور 73 السلاح والدبلوماسية والاتصالات السرية كتاب رائع وممتع للكاتب الصحفي سامح محروس نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية تقرأه الاجيال لتعرف ابطالها. وتقف علي أدوار ابطال الأمة في الجيش والسياسة والحكم في الطريق الي تحقيق النصر العظيم في السادس من اكتوبر العاشر من رمضان بقيادة زعيم الأمة وناصرها المرحوم محمد أنورالسادات.
صدرت عدة كتب بأقلام رجال القوات المسلحة الابطال الذين اشتركوا في الحرب وهي كلها كتب هامة ومفيدة إلا أن كتاب الاستاذ سامح محروس يعد تسجيلا لدور مهم لشخصية دبلوماسية أدت دورا فعالا في السياسة المصرية تمهيدا للحرب هو الضابط الرائع صاحب الأدوار السرية والدبلوماسية محمد حافظ اسماعيل.
أهداني صديقي المؤلف كتابه المبدع والممتع معاه تناول فيه الحديث علي لسان مستشار رئيس الجمهورية إبان حرب 1973 محمد حافظ اسماعيل في حوار ممتع أجراه معه المؤلف.. حوار ينم عن تحضير جيد من جانبه ويفصح عن موهبة مثقفة قادرة علي إجراء حوارات صحفية هامة.
استهل المؤلف كتابه بمقدمة بين فيها سعادته البالغة حين رأي رئيس الدولة وزعيم النصر الشهيد محمد أنورالسادات الذي اغتالته يد الغدر والجهل والخيانة في ذكري نصره العظيم موضحا ان والدته اصطحبته وهو طفل الي محطة القطار في بلدتهم لمرور رئيس الدولة عليها. وعلي قدر الكلمات القليلة العظيمة في معانيها والتي قالها عن فرحته برؤياه الرئيس. شعرت بحزن هادر في أعماقي من حرمان هذا الوطن من عبقرية هذا الرجل واخلاصه ووطنيته علي يد من أحسن إليهم كما شعرت - أيضا - بفرح متدفق لأن في الأمة من يسعد بذكري هذا القائد المنتصر العظيم.
حين تصفحت الكتاب لم استطع تركه من يدي حتي فرغت من قراءته كاملا مستمتعا بما فيه من صدق جارف وتواضع جم كان عليه الضابط محمد حافظ اسماعيل وقدرة المحاور الشاب حديث التخرج وقتها سامح محروس في استخراج مكنون الرجل. واثارة ذاكرته ليقص علينا أحداثاً شاقة للوصول الي تحقيق النصر.. وقد وضع لمعركة التحرير مكانتها العظيمة موضحا الاستعداد القوي والسرية البالغة. ومناورات القائد التي ادخلت علي العدو ما يبغيه ذلك القائد من مفاجأة مذهلة لضربة قوية افقدت العدو توازنه وقدرته خلال ست ساعات.
استعدادات طويلة مضنية ومفاوضات مرهقة سبقت الحرب لاعادة الثقة في النفس والجيش الذي لم يختبر في حرب حقيقية.. وصدق الرئيس ومستشاره حين قالا ان الحرب ضرورية لاعادة الثقة في نفوس الشعب الذي أحب جيشه. ووقف وراءه يشد من أزره.
بذلك يعد الكتاب وثيقة رائعة أجراها محاور وطني متميز ليرد به علي الخراصين الذين قالوا إن الحرب متفق عليها مسبقا مع أمريكا.. كذبوا.
اتمني ان يقرأ شباب الأمة هذا الكتاب ليزداد في أعماقهم حب الوطن.