الأهرام
أشرف العشرى
ما الذى يحدث ويدبر بحقنا فى واشنطن؟
الآن وبعد أن انتهت الانتخابات الرئاسية وأعلن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بفترة ثانية باكتساح غير مشهود حان الوقت لفتح ومناقشة هذه القضية المسكوت عنها والتى فضلت تأجيل طرحها عبر هذه المساحة انتظارا لانتهاء الماراثون الانتخابى الرئاسى حتى لا يحدث التشويش الذى يريده ويدفع به هؤلاء المغرضون الغوغائيون أصحاب كتيبة مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية والسياسية من الأمريكيين فى واشنطن ويقف وراءهم دول مارقة وأفراد مأجورون لا هدف ولا دافع لهم إلا الإسراع بالتخطيط والإيذاء لكل ما يتعلق بمصر ورئيسها بكل الوسائل المتاحة, وفى المقدمة منها المال العابر للحدود الذى يخلق تلك الجبهات المضادة لمصر فى واشنطن فتستغل الفراغ المصرى هناك لتدبير المؤامرات والمكائد وإعداد الدراسات والأبحاث المسمومة القاتلة ضد مصر للتأثير على الكونجرس وصانع القرار فى البيت الأبيض والمجمع الصناعى العسكرى الأمريكي.

هذا هو الوضع منذ عامين فى واشنطن ثلاث دول وقوى منفلتة ترعاه بعناية حيث تقدم قطر المال الكثير وتخطط تركيا واستخباراتها لقيادات جماعات الإخوان الإرهابية التى للأسف نجحت فى نسج علاقات مشبوهة مع معظم إن لم يكن غالبية مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والإستراتيجية الأمريكية طيلة العامين الماضيين عبر التواصل المباشر والزيارات المكوكية لقيادات الإخوان لتلك المراكز فى واشنطن عبر فرق من جماعاتها وبشكل مختلف كل مرة وحافظات وثائق مزورة وأكاذيب مضللة وربما يتطور الأمر فى مرات كثيرة كما حدث قبل وفى أثناء ماراثون الانتخابات الرئاسية هنا فى مصر أن عمل الاثنان معا قيادات هذه المراكز وفرق من الجماعة الإرهابية للإخوان أن اجتمعا وقاما بتنظيم حفلات مزايدات وتكاذب وصراخ يصم الآذان للنيل من مصر وانتخابها وتسويق دراما من الكذب والافتراء مازالت تتوالى فصولا حتى الآن وتبلغ عنان السماء فى طرحها الذى لا يمكن تصديقه أو التعاطى معه بسبب خرافة الكذب ونوعية القضايا التى يقدمون على النقاش فيها, وبالتالى صارت كالخرافات ولكن للأسف فإن هناك من الأمريكيين صناع قرار وأعضاء فى الكونجرس وصحفيين فى كبريات الصحف الأمريكية ورأيا عاما أمريكيا مغلوبا على أمره يسمع وجهة نظر أحادية فيسارع بتصديق وقبول كل تلك الأكاذيب.

ومن أسف فإن أعداد تلك المراكز ومعاهد الأبحاث التى سقطت فى شراك المال القطرى والتخطيط الشيطانى الإخوانى فى زيادة مستمرة باستثناء مركزين أو ثلاثة فقط هى التى تقف مع مصر وتتبنى مجمل النجاحات التى تحققها مصر حاليا وتوفر الحاضنة السياسية فى أمريكا للسياسات والإنجازات التى تقدم عليها الدولة المصرية وتسعى لنقل ما يتاح لها من معطيات حول مجابهة التحديات التى يواجهها المصريون وكيف يقارعون تلك التحديات بانتصارات ونجاحات نوعية وفريدة وأظن من بين تلك المراكز معهد الشرق الأوسط للدراسات ومركز اتلانتك.

والمثير فى الأمر أن كل المراكز والمعاهد اليهودية والصهيونية المحسوبة والخاضعة لليهود الأمريكيين والمصنفة بالتبعية لإسرائيل كلها قد سقطت فى يد جماعة الإخوان الإرهابية حيث استطاعت قطر بنفوذها ومالها فى واشنطن وإسرائيل أن تجند كل قيادات وأعضاء هذه المراكز الصهيونية لتسقط فى حجر هذه الجماعة الإرهابية الإخوانية فيتكاثر اللقاءات بينهما وتعقد الاتفاقات المشبوهة على إعداد دراسات وتقارير حسب الطلب وحسب إطار زمنى ممنهج حيث يتم التجهيز لتلك الدراسات سريعاً وعلى الفور ترسل لجهات صناعة القرار الأمريكى بشتى أنواعها, فضلاً عن إخضاع قيادات هذه المراكز واستغلال نفوذ بعض رجال الكونجرس حيث يتم للأسف تقديم الرشى لبعضهم, خاصة أعضاء لجان الشئون الخارجية بمجلس النواب والشيوخ عبر المال القطرى الحاضر فى دبلوماسية دفتر الشيكات التى تسبق دوما رحلات أعضاء الإخوان الإرهابية لواشنطن وولاياتها ويقدم كثيراً عبر السفارة القطرية فى واشنطن.

وربما تكون أبلغ تجليات هذه المراكز المشبوهة والنجاح النسبى للأسف لتلك القيادات الإخوانية الإرهابية فى الشهرين الماضيين حيث أعدت دراسات وتقارير لا حصر لها كاذبة ومضللة تمتلئ بتراكم أحقاد هذه الجماعة الإخوانية بعد طردهم وخلعهم من حكم مصر بفضل ثورة 30 يونيو على هذا الوطن ـ مصر ـ وزاد من تأثير هذا الخداع الكاذب أن سعت الغالبية من هذه المراكز بعقد سلسلة ندوات أقرب إلى حفلات التكاذب الممنهج واستضافت شخصيات سياسية أمريكية سابقة عملت فى عقود سابقة مع رؤساء سابقين وقدمت لهم المال نظير المشاركة فى تلك الندوات ومن ثم الحصول على توقيعهم فى نهاية الأمر عبر بيانات يتم إرسالها للكونجرس والبيت الأبيض ووزارتى الخارجية والدفاع وهيئات المعونة الأمريكية تحتوى أكاذيب عن مصر ومؤسساتها ثم تطلب منهم التدخل أو الضغط على مصر بكل السبل بحجة إنقاذ مصر والمصريين حيث ملأ القطريون والإخوان الإرهابية القضاء الأمريكى ووسائل الإعلام هناك بالنفايات الإعلامية المزورة.

من أهمية ما سبق أو أهم أنه مازالت أغلبية مخدوعة فى الشارع الأمريكى تصدق تلك الأكاذيب وتتعاطف مع أصحابها من جماعة الإخوان الإرهابية وهذا لم يكن رأيى وحدى بل رأى عديد من الزملاء والأصدقاء الكثر الذين عادوا من زيارة الولايات المتحدة والتقوا فى واشنطن أشخاصا اعتباريين أو حتى مواطنين عاديين حيث اندهشوا من جملة الأكاذيب والضلال عن مصر حاليا وآراء وأفكار خاطئة وكاذبة استطاع الإخوان وغيرهم من الذين تقطر ألسنتهم سماً ضد مصر من نسجها وترويجها طيلة الفترة الماضية فى واشنطن.

وبالتالى حانت لحظة المصارحة مع أنفسنا حيث الأمر هناك فى واشنطن جد خطير يحتاج إلى البحث عن آليات ومنهج مختلف فى التفكير والأداء لمجابهة هذه الجماعات وتصحيح هذه المغالطات والأكاذيب وتجاوز سياسات المهادنة وتأجيل الحلول حيث لابد للدولة والحكومة المصرية فضلاً عن أن رجال الأعمال المصريين القادرين حاضرون بقوة فى هذا المشهد للتأثير السياسى والدبلوماسى والفكرى على هذه المراكز والمعاهد وطرح الحقائق بكل شفافية ناهيك عن التفكير جديا لسبل التواجد والسيطرة الدائمة على هذا المشهد البحثى والإستراتيجى والتواجد الفعلى وألا تكون قلة الموارد عائقا حيث المجابهة هناك تستحق تضحيات عظاما وحتى نقف وننسق لضرب الغوغائيين والمغرضين ونقطع الطريق على من يسعون للفتنة والخراب فى مصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف