مسعود الحناوى
مخاطر الحرب الروسية - الغربية!
هى بلا شك أكبر وأخطر حرب دبلوماسية بين موسكو والدول الغربية منذ انتهاء الحرب الباردة.. فروسيا بوتين التى تلقت ضربات طرد 151 دبلوماسياً من 24 دولة على رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا على خلفية تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال فى بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدى أمام هذه الإجراءات المهينة التى تعتبرها مؤامرة ضدها, وها هى قد بدأت بعمليات طرد جماعى مماثلة لـ 60 دبلوماسيا أمريكيا وإخطارهم رسميًا بمغادرة البلاد وطالبت لندن بسحب دبلوماسيها ,ولا نظن أن الأمرسيقف عند هذا الحد.
فموسكو ترى أن الإتهامات الموجهة إليها بتسميم الجاسوس غير صحيحة, وهى تتهم استخبارات بريطانيا بأنها وراء عملية التسميم لخلق ذريعة ضد روسيا, وتدلل على ذلك بأن عمليات طرد دبلوماسيها جاء قبل انتظار نتائج التحقيقات, الأمر الذى جعل مجلس النواب الروسى (الدوما) يصف هذه الإجراءات بأنها مؤامرات من الغرب! وتشير كل الدلائل لعدم وجود جهود لاحتواء الأزمة بل إنها مرشحة لمزيد من التصعيد والتوتر والغموض.. فهناك مناقشات تتم فى الغرف المغلقة لمجلس الأمن القومى الأمريكى لطرد السفير الروسى نفسه, وهناك خيارات أشد وأعظم تتحدث عن عقوبات اقتصادية قاسية تنال من بوتين على شاكلة منع مسئولين ورجال أعمال روس من دخول الولايات المتحدة وأوروبا,ٍ وتجميد أصولهم الموجودة فى البنوك.
أما الرئيس بوتين فقد بادر وأعلن من جانبه زيادة حصة الأسلحة الحديثة فى الجيش الروسى إلى نحو 60%, وتشكيل مجمع عسكرى صناعى ذى قوة تكنولوجية فائقة.
إنها الحرب الباردة الجديدة فى أزهى صورها.