المشهد فى المنطقة العربية يزداد تعقيدا، والمخاطر تتضاعف يوما بعد يوم مع تصاعد الأحداث، كل ما يجرى على الارض لا ينبئ بأن هناك استقرارا قد يأتى فى الأفق القريب، فغيوم الحرب وسحب الصراعات تخيم على الإقليم. ما يحدث من إسرائيل، تركيا وإيران يمثل مصدر الخطر الأكبر على العرب، فإن كان الكيان الصهيونى قد احتل ارض فلسطين قبل ما يزيد عن 60 عاما ليمثل شرطى القوى والدول الغربية، فإن ايران نجحت فيما يمكن ان نطلق عليه الاحتلال بالوكالة عندما هيمنت على مراكز صنع القرار فى عدد من الدول العربية، وظهر ذلك بوضوح فى سوريا واليمن ولبنان من خلال تغلغل رجالها فى رأس السلطة.
اللعبة نفسها تمارسها حاليا تركيا التى صنعت على أيديها ما يسمى بالجيش الحر ليكون رأس الحربة والوكيل الاحتلالى لها فى الاراضى السورية، وتسانده وتمده بالسلاح والمال والإمكانات حتى يحل محلها عندما تخرج من المناطق و المساحات التى احتلتها. وقد يسأل البعض، ماذا تقصد بذلك؟ اجيب بأن الأمن القومى بمفهومه الذى عشنا عليه سنوات قد انكشف بعد ان اختل توازن القوى وخرجت بعض الدول من المعادلة، وهنا يجب أن يكون المواطن على وعى بمخاطر هذه المرحلة ونتفهم جيدا حرص القيادة السياسية على تعويض هذا الخلل بمزيد من دعم قوتنا الامنية وإمكاناتنا الاقتصادية حتى يمكن الحفاظ على الوطن سالما من طوفان الاضطرابات وعدم الاستقرار الذى يحيط بِنَا من كل مكان.
فاصل قصير: لا تيأس اذا حرمك الله ما تحب، ولا تحزن اذا أجبرت على تعايش وضع قد يؤلمك، بل ابتسم لانه قال بكل رحمة.. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم.