الأهرام
اسامة الغزالى حرب
الأيام !
فى الاسبوع الماضى، اتصل بى صديق عزيز ونابه من جيلى يحثنى على أن اكتب كلمتى ليوم 30 مارس (الماضى) عن ذكرى مرور نصف قرن على صدور بيان 30 مارس عام 1968. هذا اقتراح رائع بلا شك ، ولكن المشكلة التى تواجه أحيانا كاتب العمود الصحفى اليومى، تكون هى تكاثر الأحداث التى يمكن رصدها فى اليوم المعنى عبر السنوات . وعلى سبيل المثال فإن الثلاثين من مارس يصادف أيضا ذكرى يوم الأرض فى فلسطين عام 1976، كما أنه يصادف ثالثا ذكرى رحيل عبد الحليم حافظ فى عام 1977 فعن أى من تلك الأيام أكتب؟ إن كلا منها له مكانه فى التاريخ المعاصر، وله أيضا مكانته فى نفوس جيلنا. فهل ننسى انتفاضة جيلنا ونحن فى أوائل العشرينيات وقد انكسرت نفوسنا بالهزيمة المهينة لجيشنا فى 1967 ثم فوجئنا بأحكام هزيلة نالها القادة الذين تسببوا فى تلك الكارثة، وخرجنا- نحن الذين كنا نحب عبد الناصر- من جامعاتنا فى فبراير 1968محتجين ومطالبين بأحكام أكثر صرامة لمحاسبة المقصرين، فكانت استجابته بإصدار بيان 30 مارس، الذى يشكل وثيقة مهمة تستحق حتى اليوم أن نستوعبها ونتعلم منها. أما يوم الأرض فى 30 مارس عام 1976 فتمثلت عبقريته فى شموله لكل أرض فلسطين سواء تلك الواقعة فى إسرائيل أو فى المناطق المحتلة بعد 1967 فى انتفاضة سلمية شاملة اهتز لها الرأى العام العالمى، على نحو غير مسبوق، مشكلا انعطافة مهمة فى النضال الوطنى الفلسطينى، استحقت إحياءها كل عام. وأخيرا فإن نفس اليوم (30 مارس) هو الذى شهد فى عام 1977 وفاة أسطورة الغناء المصرى والعربى عبد الحليم حافظ، الذى أبدع فى حياته القصيرة، ومع معاناته المتواصلة من المرض، أجمل الأغانى، والأفلام التى أسهم فيها بعض أفضل مؤلفى وملحنى وفنانى مصر. تلك كلها أيام عزيزة علينا، وتستحق أن نتوقف عندها، وتلك أيضا حيرة من يكتب!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف