جدد أعرق الأحزاب السياسية دماءه.. وانتخب وانتخب الوفد المستشار بهاء أبوشقة رئيساً له.. في خطوة جادة نحو استعادة الحزب لمكانته وشعبيته.. وحمايته من الانقسام والتشرذم.. وإعادة قياداته ورموزه إلي أركانه.. بعد فترة طويلة.. آثر كل منهم خلالها الابتعاد.. تفادياً لخلافات. ومنعاً لتصادمات.. وتجنباً لصراعات علي مناصب زائلة.
من زمان.. ومعظم الأحزاب خارج الخدمة الوطنية.. نتيجة لضعف تأثيرها.. وافتقادها للقاعدة الجماهيرية.. وانصرافها إلي صراعات شخصية.. وعزوفها عن المساهمة في مسيرة الإصلاح والبناء.. وقد ازداد الحال وهناً وسوءاً بعد 25 يناير.. يتخطي عدد الأحزاب رقم المائة.. أغلبها مجرد "حجرة ويافطة".. لا تملك القدرة علي المنافسة أو القيادة الأمينة.
أكثر من مرة.. دعت القيادة الحكيمة تلك الأحزاب المتوافقة فكرياً وأيديولوجياً إلي الاندماج والتلاحم.. حتي يتعاظم دورها وتصبح أعلي تأثيراً وأوسع تواجداً.. لكن أصرت علي المضي في طريق التشاحن والخلافات بين قياداتها.
الآن.. وبعد تجديد البيعة للرئيس من أجل مستقبل مشرق. وحياة آمنة مستقرة.. وأيضاً بالخطوة التي أقدم عليها حزب الوفد.. صارت الفرصة سانحة مرة أخري أمام جميع الأحزاب.. لكي تعيد ترتيب أوراقها.. وتُقيِّم أداءها وتراجع برامجها. وتحدد أهدافها.. لعلها تدخل مرحلة جديدة.. تثري الحياة السياسية من خلالها. وتتمتع بقاعدة شعبية. وتتميز بكوادر مخلصة ذات كفاءة ومهارة.. تعمل للصالح العام.. وخدمة الوطن والمواطن.
أيضاً.. اندماج الأحزاب في أربعة كيانات قوية.. يمنحها التواجد العقلي. ويضاعف رصيدها الجماهيري.. ويداوي جراح الانشقاق والإقصاء.. ويدفعها إلي المشاركة بإخلاص في حل قضايا الوطن.. والمساهمة في مسيرة البناء والتنمية.
لقد ازدادت طموحات المواطن.. في "صحوة حزبية".. تنهج المسار الديمقراطي.. وتفتح الأبواب أمام جميع الفئات.. لاسيما الشباب..ليمارس دوره الخدمي والاجتماعي والسياسي.. وفي نفس الوقت تغلق أبواب التطرف وتسد الطريق أمام الكيانات الإرهابية!!.. والأهم أن تسهم تلك الأحزاب في تفريخ "قيادات" وطنية تدين بالولاء والانتماء للبلد الغالي.. وقادرة علي إنهاء "ظاهرة" التنمية الفاسدة. والنشطاء المتنطعين. والأشرار المأجورين!!