يوسف القعيد
يحدث في مصر الآن .. مصر فرحانة
»صاحب العبارة الفنان صلاح عبد الله». كنت بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية 2018. والكلمة القلبية والإنسانية الجميلة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين. كان من المفترض أن أعلق علي الحدث التاريخي المهم في قناة الحياة. بدأت مع الإعلامية جيهان منصور وختمت مع زميلتها نهاوند سري. وشاركني الجزء الثاني من الحوار صانع الدراما التليفزيونية الأول محمد فاضل.
عندما اتصل صلاح عبد الله قال شعراً: بعد النجاح باكتساح/ بقولك يا عم عبد الفتاح/ قاللي قول يا عم صلاح/ مصر محتاجة تستقر وترتاح. وكانت أول كلمة قالها صلاح عبد الله: مصر فرحانة إنها مصر. وصلتي القديمة بصلاح عبد الله أن شقيقه إبراهيم عبد الله، كان زميلنا في دار الهلال. مدير التوزيع. أول من يصل للمؤسسة وآخر من يتركها. توفي وهو يقوم بواجبه العملي. فاعتبرته شهيداً. رأيت صلاح عبد الله أمام مسجد السيدة زينب. جاء ليحضر الصلاة علي شقيقه الأكبر. وتعارفنا. ومن يومها بيننا صلة نحرص عليها.
المناسبة ربما كانت أهم ألف مرة من العلاقات الشخصية. فالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت أكثر من مهمة. سواء في الصياغات اللغوية. التي استخرجت من اللغة العربية أجمل ما فيها. عندما قال أنه يتجرد من قواعد اللغة العربية أو التراكيب اللغوية.
تحدث الرئيس عن شعب مصر العظيم. النابض بالحياة. تحدي التحدي ذاته. وأكد أن معركته الأساسية البقاء والبناء. وأن مصر أمة عظيمة تستشعر الصدق وتصدقه. وأن الرهان الصادق علي عبقرية الشعب. وأن رهان الرئيس لم يخب علي المصريين يوماً.
أكد أن الاصطفاف الوطني مبهر وباعث علي الأمل. وتحدث عن تأمين الانتخابات وسلامتها. وعن الإشراف القضائي الكامل. وشكر من أعطاه صوته. ومن فعل غير ذلك. ولم يصفهم بأي صفات مثلما فعلت بعض القوي السياسية وقواعد الإعلام. وكأنه كان يقول للمصريين إن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. كان يؤسس لثقافة الإختلاف وتوسيع دائرة الحريات.
لم ينس أن يشكر موسي مصطفي موسي وحملته. ووصف المعركة بالمنافسة الشريفة والمتحضرة. وأن مصر تستحق الكثير. وأنه لن يبني مصر ولن يحميها سوي أبنائها. ووصف المرأة المصرية بأيقونة الضمير ورمز التحدي وبنت الشرف الوطني. لم يستخدم الرئيس كلمة أنا أبداً. وأن كلمة مصر تكررت في كل عبارة. ثم ختم بنداء: تحيا مصر. وكرره ثلاث مرات. وسيرتبط النداء في تاريخ البلد باسم الرئيس السيسي. فهو أول من ردده وأهم من يحرص عليه في كل المناسبات.