نعم الباز
مصر البشر .. عيد القيامة المجيد
إن ارتباطي بالأعياد القبطية ارتباط يعود إلي اعتزازي بمصريتي فهي الأعياد المصرية الصميمة، وارتباطي بعيد القيامة المجيد هو إحساسي بمصريتي، فكلنا كمصريين أقباط مسيحيون وأقباط مسلمون. ونعتبر هذا العيد عيدا لنا جميعا. فعلاقة المصريين بالمسيح والعذراء مريم تختلف عن أي شعب من شعوب العالم، فقد احتضنت أرض مصر المسيح رضيعاً مع أمه العذراء حين هربت به من بطش الرومان، وقد رويت تلك الرحلة في كتابي »رحلة العائلة المقدسة إلي مصر» لذلك فإننا كمصريين مسلمين نحتفل بالسيدة العذراء في كل كنائس مصر وأعتقد أنه تقليد لا يقوم به أحد غير مسلمي مصر الذين يوقدون الشموع في كنيسة مارجرجس جنبا إلي جنب مع نذورهم للسيدة زينب والسيدة نفيسة وسيدنا الحسين. فولع المصريين بأنبياء الله يعود إلي مصر القديمة التي عرفت التوحيد قبل أي حضارة من الحضارات. لذا فإن أكثر الاحتفالات المصرية شعبية هي موالد الأنبياء وأولياء الله الصالحين أمثال: آل بيت النبي، فهي عادة مصرية قديمة متأصلة.
وما يميز عيد القيامة في مصر أنه يخلق توءمة مع عيد شم النسيم، الذي يعود إلي مصر القديمة أيضا، فعيد شم النسيم في الصباح الذي يلي عيد القيامة مباشرة حيث يجتمع المصريون بكل أطيافهم علي الاحتفال معاً بذلك العيد الذي ينبئ ببداية الربيع المصري، وكأن المسيح رفع إلي السماء مؤذنا ببداية فصل الربيع وتفتح الحياة بكل مظاهرها لكي نسبح جميعاً بعظمة الخالق الذي كان المسيح عيسي عليه السلام يدعو لعبادته.
»والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» صدق الله العظيم
(بالناس المسرة وعلي الأرض السلام).