الأخبار
محمد حسن البنا
بسم الله .. سيدنا يوسف
قصة سيدنا يوسف فيها من العبر والحكم ما يعظ الناس وينير طريقهم، فيها من الألم ما يعتصر له القلوب، وفيها من الشجن ما يدفعنا إلي تكبير الله الأعظم، وفيها من الأمل ما يمنحنا القوة والصبر، ولهذا ننصح بقراءة سورة يوسف في كل وقت، وخاصة كلما كان الإنسان مهموما أو محزونا أو مبتلي، يقول العلماء إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎلي أﻧﺰﻟﻬﺎ ﻋلي اﻟﻨبي اﻟﻜﺮﻳﻢ محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ﻓي ﻋﺎم اﻟﺤﺰن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﺖ زوﺟﺘﻪ وﻋﻤﻪ أبو طالب، وﻛﺎﻧﺎ أﻛﺒﺮ داﻋﻤﻴﻦ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ ﻓﻜﺎن رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻلي اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وأﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮأﻫﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ وﻗﺪ ﺧﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺑﻪ وﻗﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﻤﻪ وﺣﺰﻧﻪ، فإذا كان الشخص ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ أو ﺣﺰﻳﻨﺎ، أﻳﺎ ﻛﺎن ﺣﺰﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ، أو ﺧﺴﺎرة ﻣﺎﻟﻴﺔ، أو ﻣﺮض أﻟﻢَّ ﺑﻪ، أو ﻓﻘﺪ ﻋﺰﻳﺰا فاﻧﺼﺤﻪ ﺑﻘﺮاءة ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ.
سورة يوسف تعرض لنا الكثير من ﻣﺸﺎﻛﻞ الحياة والتي واﺟﻬﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻨﺠﺢ في اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ سواء كانت اجتماعية كالظلم والغدر والخيانة أو نفسية وتربوية وأخلاقية أو ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وتضع لنا منهاجا في التسامح والعفو عند المقدرة فإخوته من أبيهم كادوا له عندما أحسوا أن أباهم نبي الله سيدنا يعقوب يهتم به لكونه طفلا صغيرا، وأخذوه ورموه في البئر العميقة بالصحراء، ويا لقدرة الله أخذه بعض السيارة بجانب البئر، وباعوه بثمن قليل وتربي في بيت عزيز مصر، ويخوض العديد من الامتحانات والابتلاءات حتي أكرمه الله وأصبح المفكر الاقتصادي الأول الذي خطط لإنقاذ مصر من المجاعة، وهكذا مصرنا المحروسة أرض الأنبياء، أرض الخير المحفوظة بإذن ربها، واجبنا أن نحافظ عليها وأن نتحد من أجل مستقبل أولادها. لقد سمعت دعاء للشيخ المحترم مشاري العفاسي إمام المسجد الكبير بالكويت يقول : يا رب لقد أرسلت يوسف إلي مصر ليحفظها من سنوات العجاف، وأرسلت لها موسي ليحفظها من عبادة الأصنـام.
دعاء : ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شرّ ما في هذا اليوم وشر ما بعده.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف