الجمهورية
بسيونى الحلوانى
وماذا بعد الانتخابات.. ومشاهدها الحضارية
انتهت الانتخابات الرئاسية وسجل الشعب المصري مواقف وطنية تاريخية رائعة تؤكد وعيه واستقلال قراره وحرية إرادته.. وتصدي بشجاعة لحملات التشويه والتضليل التي قادتها دول وجماعات منحرفة تسعي دائما لزعزعة استقرار مصر.. وجاءت النتيجة كما توقعها كل المصريين.. فوزا ساحقا للرئيس الذي انحازت له الغالبية العظمي من المصريين ليستكمل مرحلة بناء الوطن وحمايته من أشرار الداخل والخارج.
وبعد انتهاء هذا العرس الديمقرطي.. يبقي السؤال المهم: ماذا بعد الانتخابات؟ وماذا يجب علي كل المصريين بكل فئاتهم وطوائفهم؟
في الواقع الذي ينتظره الوطن من كل المصريين بعد انتهاء عرس الانتخابات ومشاهدها الحضارية كثير. فليس الرئيس المنتخب وحده المطالب بأن يقدم المزيد من العمل لحل مشكلات الوطن وتحقيق مطالب المواطنين العادلة وإن كنا نطالبه بمزيد من الجهود.. بل مطلوب من كل مصري- مهما كان حجم موقعه ومسئولياته- أن يتوقف عن الكلام الكثير ويبدأ العمل. وأن يدرك كل مصري- مسئولا كان أو مواطنا- أنه بالعمل. والعمل وحده نكون قادرين علي تغيير واقعنا والتخلص من مشكلاتنا وأزماتنا اليومية فالسماء لن تمطر علي الكسالي ذهبا ولا فضة والحكومة ليست مسئولة عن توفير مقومات الحياة الكريمة لهؤلاء الذين أدمنوا التواكل والسلبية وينتظرون من يأتي لهم بالطعام والشراب ليضعه في أفواههم.
*****
في مناقشة مع أحد المسئولين التنفيذيين حول مظاهر الفوضي والعشوائية في الأماكن التي تقع تحت ولايته ألقي باللائمة علي الآخرين وأخذ يوزع الاتهامات علي الفوضويين من المواطنين- أمثالنا- وأعفي موظفيه- كبارهم وصغارهم- من المسئولية. وأمثال هؤلاء الموظفين هم الذين يسيئون للحكومة ويدفعون المواطنين الي السخط عليها وعلي كثير ممن يتولون مسئولية فيها ولذلك ننتظر تغييرا كبيرا في منظومة العمل الحكومية خاصة في مواقع العمل والاحتكاك بالجماهير. وكل من يتصدي للعمل العام عليه أن يعمل بجد أو يترك موقعه برضا وقناعة أو تنزع منه مسئولياته وتعطي لمن يستطيع أن يعطي أكثر أو يعمل بإخلاص وحماس.
مصر خلال السنوات القادمة تحتاج الي مزيد من العمل الجاد. والتماسك الشعبيپوهذا يتطلب التخلص من الكسالي والمسئولين التقليديين في مختلف المواقع.. فالعمل الجاد الذي يغير واقعنا ويرتقي بحياتنا ويحقق لنا طموحاتنا لا ينبغي أن ننتظره من الرئيس ومجموعة معاونية فقط.. بل مطلوب من كل مصري أن يعمل عن قناعة تامة بأن عمله وكفاحه هو الذي ييسر له حياته ويحل له مشكلاته ويساعده علي التخلص من أزماته المادية. فحكوماتنا لا تقدم مساعدات ولا إعانات. ولكن مسئوليتها أن تساعدنا علي أن نعمل أكثر وننتج أكثر.
*****
علي المستوي الرسمي ينبغي أن يتحرك كل المسئولين في مختلف قطاعات الدولة ويبدأ العمل الجاد لعلاج الخلل الذي تعاني منه كل مؤسساته وقطاعات عمله. وهنا لابد أن نعترف بأن قطاعات كثيرة تعاني من مشكلات وأزمات في مقدمتها المحليات حيث لحق بها خلل كثير خلال السنوات الماضية فالطرق انهارت ومياه الشرب اختفت معظم ساعات النهار من مناطق حيويه وأصبحت تزور المواطنين لعدة ساعات من الليل. ومشكلة القمامة تضاعفت في مختلف المحافظات وكلما ناقشت مسئولا عن أسباب تردي الخدمات في محافظته ادعي عدم وجود مخصصات في الميزانية للوفاء باحتياجات المواطنين الذين تضاعفت أعدادهم واحتياجاتهم في مختلف أحياء ومدن وقري مصر.
عدم التحرك الجاد لكبار المسئولين وصغارهم لحل المشكلات اليومية للمواطنين في مختلف محافظات مصر يعطي الفرصة لمحترفي نشر الشائعات والأكاذيب لتوزيع المزيد من مشاعر الاحباط علي المصريين حيث يتبني هؤلاء نشر تقارير وتوقعات غير موضوعية يزعمون فيها أن فترة الولاية الثانية للرئيس ستكون الأصعب علي المصريين في رسالة إحباط جديدة لهذا الشعب الذي وقف صامدا أمام هؤلاء الفوضويين وتصدي لمخططاتهم التخريبية بكل شجاعة.
*****
لا ينبغي أن نسير خلف توقعات وتكهنات دعاة الفوضي ومحترفي نشر الأكاذيب. بل علينا أن نتسلح بالعمل لتغيير واقعنا. والأمل في مستقبل أفضل لهذا الوطن. فقد عانينا خلال السنوات الماضية من تداعيات قرارات اقتصادية صعبة لكي نستريح في المستقبل عندما نجني ثمار هذه القرارات.. والثمار قادمة بالتأكيد رغم أنف هؤلاء الفوضويين.
علينا أن نلتف حول الوطن أكثر وأكثر وأن تستمر معنا الحالة الوطنية الرائعة التي صاحبتنا وسيطرت علينا قبيل وأثناء وبعد الانتخابات وأن نظل نتغني بحب الوطن ونعمل من أجله.
دعاة الفوضي لا يملون من محاولات إصابتنا بالإحباط فلنكن لهم دائما بالمرصاد وأن نلقنهم المزيد من الدروس الوطنية لعلهم يفيقون من غفوتهم ويتوبون عن السير في ركاب أعداء الوطن.
ينبغي أن تتواصل رسائل المصريين لقوي الشر التي تتوهم أن حملات التحريض التي تقودها جماعات ضالة ودول مارقة سوف تصيب المصريين بالاحباط وتدفعهم الي أن يفقدوا الثقة في قيادتهم.
واجبنا الآن وبعد انتهاء الانتخابات واعلان إسم الرئيس أن نصيب أعداء الوطن والمتآمرين عليه بالحسرة من خلال الالتفاف حول الوطن وقيادته والعمل من أجله.
علينا أن نؤكد لهم أن مصر ستظل عصية علي الفوضي. وسيظل شعبها صامدا في وجه كل الفوضويين.. سيظل الشعب المصري قويا وعنيدا في وجه كل الخونة الذين باعوا هويتهم الوطنية بأبخس الأثمان.
پ
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف