الأخبار
فتحى سالم
نبض الشارع هتاف الصامتين في الانتخابات الرئاسية
أكثر من مليون ونصف المليون من الناخبين جاءت بطاقاتهم باطلة.. إما بيضاء تماما من غير سوء.. أو مشطوباً عليها.. أو مؤشراً بصح علي النجمة والطائرة معا.. أو طالبة عملاً أو سكنا أو علاجا أو دواء أو إعانة، أو متظلمة من ضياع حق.. أو شاكية من ظالم جبار.. أو متمنية الحج والعمرة بينما الإيد قصيرة والعين بصيرة.. أو طالبه الفصل في قضية شاخت وقد اقترب الأجل.. أو الدعاء علي كل التجار بنار جهنم.. أو سب كل من يقرأ البطاقة ولا يصلي علي النبي!!
هؤلاء المليون ونصف المليون ناخب يشبهون عددا مماثلا لهم أو أكثر من أصحاب سيارات النقل والاجرة والميكروباص والتاكسي، وربما التوك توك أيضا!، يبعثون برسائلهم، ويبثون شكواهم ونجواهم، ويحكون أحلامهم، ويعبرون عن أفراحهم وأتراحهم، ويضعون في عيون حسادهم »عود وكمنجة»‬!!.. وهم الذين أجري عنهم استاذ علم الاجتماع الراحل د.سيد عويس دراسة تحليلية وعلمية جميلة ومفيدة نشرها في كتاب بعنوان »‬هتاف الصامتين»، موجود في مكتبة المركز القومي للبحوث الاجتماعية بامبابة.
لذلك فإنني أناشد المستشار لاشين ابراهيم رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات ألا يفرط في هذه الأصوات الباطلة.. بل يحتفظ بها في صناديق خاصة، كل صندوق يحمل اسم المحافظة التي جاء منها.. وأن يسلمها رسميا لرئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ليشكل بدوره لجنة علمية من خبراء المركز تتولي فحص وتصنيف وتحليل ما جاء في البطاقات، وحتي البيضاء منها.. ثم يعلن رئيس المركز نتيجة هذه الدراسة، لنعرف منها نبض الشارع وترتيب المحافظات التي أرسلتها وتصنيفها المحلي فيها، ثم العام.. وأقوي وأغرب وأظرف وأسوأ وأحق، وأولي ما يستحق عنايتنا منها، ومواطن الرضا وأوكار السخط.. لتبصير الحكومة وأجهزة الدولة والمسئولين، لتلافي السلبيات وزيادة الإيجابيات، فهي هتاف الصامتين الذين يجب علينا أن نهتم بخواطرهم ونضعهم في عيوننا..
فهيا يا سيادة المستشار لاشين ولا تضيع هذه الفرصة النادرة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف