الأخبار
سامى عبد العزيز
رأي بدايات .. ونهايات
أتصور ان المشهد الانتخابي للرئاسة يمثل نقطة تحول تطلق بدايات وتضع نهاية للعديد من الموضوعات والقضايا في ذات الوقت ..
بداية لايقاظ وتحريك الحياة السياسية والممارسات المحترفة .. حياة تفرز شخصيات قيادية تم تأهيلها للعمل السياسي الناضج فكراً وعملاً .. وفي ذات الوقت نضع نهاية للارتزاق السياسي المظهري الذي يفسد قيم الديمقراطية وأول هذه القيم ان تطبق قاعدة ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لأننا في مصر الاختلاف في الرأي يفسد كل قضية ويحولها الي أزمة. ولعل أجمل ما قاله السيد الرئيس في هذا المجال ما جاء في كلمته للأمة بمناسبة تجديد الثقة فيه ما دام أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية .
بداية لإعادة النظر في منظومة الإعلام المصري بكل مؤسساته وقنواته عامة أوخاصة .. بداية لاعلاء قيم الاحتراف والمهنية الحقيقية وكذلك إعلاء مفهوم المؤسسة الإعلامية، وليس إعلام الفرد الذي يتم تنجيمه فيحدث له حالة من الانتفاخ المتضخم فيصبح متكلماً أو مفتياً فيما لا يعرفه أكثر مما يعرفه . وفي ذات الوقت نضع نهاية لتداخل الملكية مع الادارة بحيث يتولي التخطيط عقول مفكرة مبدعة تضع التوجهات وتترك للمبدعين ساحة الحركة في التنفيذ وأخيراً في هذا المجال ضرورة إنهاء مفهوم الاحتكار في هذه الصناعة بكل مكوناتها .
بداية تدفع بالسياحة لتصبح وكما قالت الوزيرة رانيا المشاط واحدة من أهم مقومات قوة الاقتصاد القومي .
بداية لالغاء بل واقصاء الموظفين التقليديين في وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة فمن يقبل ان يعمل بالف جنيه في الشهر حتما هوعالة علي هذه الصناعة، أما النهاية في هذا المجال الغاء كل العوامل البيروقراطية وإعادة النظر في هيكلة هيئة التنشيط السياحي وهذا من واقع خبرتي بتشرفي لعضوية مجلس إداراتها، وفي ذات الوقت إعادة مفهوم مكاتب السياحة الخارجية ليعمل فيها من يعرف ثقافة ودوافع البلد التي تعمل فيها .
بداية لوضع معايير واضحة وصارمة ومن واقع تجارب العالم في اختيار القيادات فالمعلومات الأمنية هامة ولكن لا تكفي، وبداية لتأكيد الدور السياسي للمسئول رقم واحد سواء كان وزيراً أوقيادة علي أي مستوي فالمسئول الذي يملك الحس السياسي يجيد التمهيد والتسويق لسياسات وزراته في إطار سياسة حكومته وهنا نضع نهاية لمفهوم أهل الثقة وأهل الخبرة.
بداية للأسراع بانشاء مراكز التفكير Think Tank التي تضع السيناريوهات التي تمكن صانع القرار من ان يختار أفضل البدائل ومن ثم تضع نهاية للمعايير الذاتية والرؤية الفردية مهما كانت عقلية عبقرية . فلم نسمع من دولة أومؤسسة تقدمت بعضلات وأفكار شخص واحد.
بداية ان نصارح الناس بالحقيقة لكل الأوضاع ونعمق مفهوم المسئولية التضامنية المشتركة بين رئيس السلطة التنفيذية والحكومة وبين المجتمع، ونهاية ان تحمل الرئيس كل المهام والأعباء خاصة، وان أمامنا رئيس جدد الشعب الثقة فيه مما يجعله يقدم وبكل شجاعة وهي بالفعل أهم سماته علي اتخاذ قرارات كبيرة وجريئة مادامت انطلقت بدوافع مصالح أمة وشعب، وما دام أعلن عنها وأصبحت ثقافة وممارسة عملية ..
أنني لا أري البدايات التي أطالب بها سحرية، ولا النهايات التي أتصورها صعبة لقد تعلمت ان الكارثة ألا تصل للنجم ولكن الكارثة الا يكون لديك نجم تصل إليه، وأيضاً ليست كارثة الا تحقق حلمك وانما الكارثة الا يكون لك حلم تحققه.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف