عباس الطرابيلى
هموم مصرية - سكرتير عام الوفد .. الدينامو المطلوب
بعد غدٍ «الثلاثاء» تجرى معركة أخرى - فى حزب الوفد، لانتخاب السكرتير العام الجديد للحزب، وهو الموقع الذى كان يشغله المستشار بهاء الدين أبو شقة، قبل انتخابه رئيسًا للوفديين.
وهى معركة شرسة أيضًا، بعد معركة انتخاب رئيس الحزب منذ أيام، وكم أتمنى أن تنجح الهيئة العليا فى اختيارها لمن يتولى إدارة العمل التنظيمى والإدارى والمالي.. وموقع السكرتير العام هو أهم المناصب بعد رئيس الحزب وربما يكون دوره لا يقل عن دور رئيس الحزب، بالذات من الناحية الإدارية.. وضبط أمور العضوية.. ومتابعة نشاط لجان الحزب فى المحافظات.. بل وأتمنى أن يستعيد السكرتير العام القادم اللجان النوعية «التى كانت» وكانت بمثابة وزارات الظل.. وهى التى تبرز نشاط الحزب، وكان الوفد يتميز بهذه اللجان، التى كانت تدرس - كل لجنة حسب تخصصها - مشاكل الوطن وقضايا الناس.. وكانت «غير وزارة الظل» أو الحكومة الموازية تقدم تقاريرها وتعد الملفات وطلبات الأسئلة والإحاطة، بل والاستجوابات لنواب الحزب فى البرلمان.
<< وعلى مدى تاريخ الوفد، الذى يختتم الآن قرنًا من عمره، كان سكرتير عام الوفد شخصية ديناميكية تضبط أعمال الحزب وأعمال أعضائه وشغله عبر تاريخ أفضل الشخصيات الوفدية.. إذ كان مصطفى النحاس هو أول سكرتير عام للوفد أيام سعد باشا، وشغل هذا الموقع يومًا الفدائى الوفدى وحافظ أسرار الوفد أيامها عبد الرحمن فهمى الذى كان يطبع المنشورات السرية لثورة 19 فى بيته وهو رجل الأمن.
<< ولما تم انتخاب النحاس باشا رئيسًا للوفد - بعد وفاة سعد باشا - تم اختيار مكرم عبيد باشا ليصبح سكرتيرًا عامًا، ومن هو مكرم عبيد الذى ظل يشغل هذا المنصب سنوات عديدة قبل أن يخرج من الوفد ليؤسس حزب الكتلة الوفدية.. ثم جاء صبرى أبو علم - وكان وزيرًا للعدل - ليصبح سكرتيرًا عامًا.. إلى أن توفى، فتم اختيار عبد السلام فهمى جمعة سكرتيرًا عامًا.. ولكن لأنه كان يسافر كثيرًا إلى محافظته، وعمل السكرتير العام يتطلب دوام التواجد فى مقر الحزب.. هنا تم اختيار فؤاد سراج الدين فى أواخر الأربعينيات ليصبح سكرتيرًا عامًا وأقوى شخصية فى الحزب، بعد الزعيم النحاس باشا.
<< وكان سراج الدين هو الذى أعاد الوفد إلى الوجود الرسمى عام 1977 ثم أعاده مرة أخرى فبراير 1984 بحكم محكمة.. وأصبح إبراهيم باشا فرج هو سكرتير عام الوفد الجديد.. وتولى المنصب بعد رحيله الوفدى ابن العائلة الوفدية سعد فخرى عبد النور.. وهكذا تولى المنصب بعد ذلك ابن أخيه «منير فخرى عبد النور» ولا ننسى الفترة الأكثر تأثيرًا عندما تولى المنصب سليل العائلة البدرية «فؤاد بدراوي» بعد أن تدرب طويلاً على يد جده الباشا فؤاد سراج الدين.
إذ قام بتنقية جداول العضوية على كل المستويات وأعاد إحياء لجان الوفد فى المحافظات.. ثم جاء.. د. السيد البدوى شحاتة سكرتيرًا عامًا قبل أن يصبح رئيسًا للوفد لمدة 8 سنوات.. وتولى السكرتارية هنا المستشار أبوشقة، فأعاد الاستقرار إلى الأمانة العامة للحزب الخطير.
<< وكم أتمنى أن تحسن الهيئة العليا اختيار من سيتولى هذا الموقع الخطير، ليعمل الرئيس الجديد مع السكرتير العام الجديد على إدارة الوفد العريق.