المساء
جلاء جاب اللة
حقوق أصحاب المعاشات
أثق أن الرئيس السيسي سينصف أصحاب المعاشات بعد أن بدأ فترته الرئاسية الأولي بإنصافهم.. والأمل كبير في أن يبدأ الرئيس فترته الرئاسية الثانية بإنصاف أصحاب المعاشات بما يليق بهم كمصريين خدموا وطنهم وقدموا كل ما يستطيعون خلال فترة عملهم.
لا أقول ذلك بمناسبة حكم محكمة القضاء الإداري بمنح أصحاب المعاشات ما بعد 2005 ما قيمته 80% من العلاوات المتغيرة التي لم تضف إلي معاشهم فقط بل أيضاً أن "مصر الجديدة" في الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسي مقبلة علي مرحلة من الازدهار والتطور والحصاد لما تم.. ومرحلة أيضاً من الجهد والمشروعات المهمة..!!
أصحاب المعاشات في مصر لهم حقوق تغافلت الحكومات منذ خمسين عاماً علي الأقل عن منحهم إياها.. وإن كنت استخدمت فعل "منح" فهي ليست منحة بل هي حق.. ولكن في ظل عدم الحصول عليه فإن من سيقدمه سيكون منحة لإعادة الحق.
ولا أتحدث هنا عن المليارات التي حصلت عليها الحكومة من المعاشات والتي تقدر ما بين 800 مليار جنيه إلي تريليون جنيه.. ولا أتحدث عما تم خصمه فعلياً من مرتبات وعلاوات أصحاب المعاشات خلال تواجدهم في وظائفهم.. وهي لو كانت وديعة في البنك لدرت عليهم أضعاف ما يحصلون عليه من معاش.. بل أقصد أيضاً ما هو أهم وهي أن الدولة حريصة علي أبنائها خاصة كبار السن الذين تزداد احتياجاتهم مع نقص دخولهم ففي الوقت الذي تزداد فيه الأمراض وترتفع فيه أسعار الدواء.. ويكون الإنسان في حاجة إلي دعم ودخل أكبر.. يفاجأ بأنه قد نقص دخله بشكل كبير جداً يصل أحياناً إلي عشر ما كان يتقاضاه خلال الوظيفة.
سيقول البعض إننا جميعاً نعرف مسبقاً أننا سنحال إلي المعاش في سن الستين فلماذا لم نستعد لهذا اليوم؟
والسؤال رغم وجاهته إلا أنه يتجاهل واقع 95% من موظفي مصر سواء في الحكومة أو قطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص فإن هذه المرتبات تكاد تكفي بالكاد احتياجات الأسرة المصرية خاصة بعد تعويم سعر الجنيه وزيادة التضخم وما صاحبه من ارتفاع كبير في الأسعار.
أعرف جيداً أن القرارات الاقتصادية الأخيرة ومن بينها تحرير سعر الصرف قرارات صائبة وجريئة وكانت ضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصري غير أن أهم ضحاياها هم أصحاب المعاشات ولكل قرار صائب ضحاياهم أولي بالرعاية.
أعرف أن هناك أصواتاً في الحكومة تري ضرورة الطعن علي حكم المحكمة بزيادة المعاشات 80% في العلاوات الخمس الأخيرة وأن هناك في الحكومة من يري أن هذا الطعن أو الاستئناف لن يحقق مكسباً قانونياً بإلغاء الحكم لكنه سيؤجل التنفيذ لشهور أو أكثر وهؤلاء يتجاهلون أن الحق لن يضيع وأن بعض القرارات القانونية أحياناً تكون ظالمة فلماذا يلجأون إلي الظلم؟
إن مئات الجنيهات التي قد تزيد في بعض المعاشات لن تؤثر كثيراً في حياة أصحاب المعاشات لكنها علي الأقل قد تعالج مريضاً أو تنقذ محتاجاً أو تحافظ علي ماء وجهه..!!
كلي ثقة في أن الرئيس السيسي سيبدأ فترته الرئاسية الثانية بموقف لصالح أصحاب المعاشات الذين تكالبت عليهم كل مشاكل الحياة ولا يستطيعون مساءلة الناس حفاظاً علي كرامتهم وكرامة أسرهم وأبنائهم وهم أولي الناس الآن بالرعاية.

شبابنا.. والحوت الأزرق
هناك مقولة جميلة تقول "إن لكل شيء ثمنا.. أما الأشياء التي تأتيك بلا ثمن فأنت نفسك الثمن".. تلك هي الحقيقة التي نعيشها مع العالم الافتراضي الذي بات حالة دائمة في كل بيت مصري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.. والألعاب الإلكترونية التي لم تعد فقط خطراً علي العلاقات الاجتماعية والنفسية بل أيضاً امتدت لتكون سبباً في القتل والموت.
لعبة الحوت الأزرق متهمة بأنها سبب مباشر في انتحار عدد كبير من المراهقين في معظم دول العالم في روسيا حيث بدأت اللعبة في أمريكا إلي أوروبا حتي الدول العربية كتونس والسعودية وأخيراً تردد أن مراهقاً مصرياً انتحر بسبب هذه اللعبة.
دار الإفتاء أفتت بأن هذه اللعبة حرام شرعاً ولا يجوز أن نلعبها.. وما أكثر الحرام الذي نمارسه ليلاً ونهاراً وفي كل وقت!!
أساتذة الاجتماع حذروا مراراً وتكراراً من خطورة هذا الوباء الذي استشري في المجتمع وكأنه حل ليكون سبباً في انهيار أو نهاية العالم.
ومع ذلك لا أحد يأبه بالتحذير ولا أحد يهتم بالإنذار.. والكل في طريقه نحو النهاية المحتومة فما هو الحل؟
أعتقد أن بإمكان الدولة التدخل لإلغاء اللعبة نهائياً من مواقع التواصل الاجتماعي وعدم السماح بمرورها.. وإن كان ذلك صعباً فنياً فيمكن التحاور مع هذه المواقع ولكن قرأت بالفعل أن بعض الدول حرمت هذه الألعاب الخطرة.
لعبة الحوت الأزرق هي لعبة من خمسين خطوة تحوي خطوات سهلة وبسيطة وأخري خطرة يصل بعضها إلي أن تضرب نفسك بآلة حادة أو ترسم حوتاً علي يدك بآلة حادة.. وغير ذلك من الأشياء الخطرة حتي تستحوذ عليك تماماً بتأثير نفسي خطير.. وعندما تصل إلي النهاية تطلب منك الانتحار كما تنتحر الحيتان علي الشواطئ.. وبعض المراهقين ينفذون هذه التعليمات وينتحرون لأن اللعبة تستحوذ علي عقولهم تماماً..!!
إذا عرفنا السبب فلابد من العلاج!!
والعلاج هو المعاملة النفسية وجذب الشباب خاصة المراهقين بأشياء تفيدهم مع التحذير الشديد من خطورة هذه اللعبة وغيرها من الألعاب خاصة المراهقين في حاجة إلي ما يملأ فراغهم.. ويجذب اهتمامهم دون توجيه.. وما يجعلهم يتعايشون مع الواقع بدلاً من الهروب إلي مثل هذه الألعاب والحياة الافتراضية.
نحن في حاجة إلي جذب الشباب إلي الرياضة والثقافة والفنون ومسابقات حقيقية في القري والنجوع والشوارع والحارات والمدارس ومراكز الشباب والأندية.. مسابقات تنمي الفكر وتمنح الشباب الثقة والقدرة علي العطاء والمنافسة.
علماء النفس والاجتماع والتربية.. مطالبون برؤية حقيقية نابعة من تراب هذه الأرض لشبابنا.. تجمع شباب المدارس الحكومية مع شباب المدارس الدولية وشباب الأندية الغالية مع شباب مراكز الشباب في بوتقة حب مصر والارتباط بالأرض.. هؤلاء هم أمل الغد.. فلنساعدهم وننقذهم من الحوت الأزرق وغيره..!!
شباب مصر هم أملها وفي حاجة إلي مزيد من الجهد للحفاظ علي الهوية المصرية الأصيلة ولربطهم بالواقع.. ومنحهم الطاقة التي يستحقونها من أجل المستقبل.
"مصر السيسي" تنطلق.. وهم القوة الحقيقية للمستقبل.. فعلي كل الجهات أن تتعاون من أجل هذه الانطلاقة التي نريدها.. ونحافظ عليهم من الأخطار التي تنهال عليهم يوماً.. بعد يوم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف