الأهرام
مرسى عطا الله
احذروا العاصفة!
لا أعرف سببا يبرر هبوب هذه العاصفة «الملغومة» في هذا الوقت بالذات بينما يعيش المصريون فرحة إنجازهم لملحمة الانتخابات الرئاسية بحضور لافت نسبيا استهدف تأكيد إرادة التحدي والرفض لكل دعوات المقاطعة المشبوهة وبما يعني أن الشعب قد أيقن بأن كل شيء قد انكشف وبان علي حقيقته وأن رهانات الجماعة والمتعاطفين معها قد فشلت وانتهي أمرها!.

أتحدث عن عاصفة مفتعلة متعددة المصادر والشخوص وبتسلسل زمني متقارب تحت غطاء الدعوة لتنقية الأجواء السياسية وبما يسمح بإمكانية إعادة الجماعة والمتعاطفين معها للمشهد السياسي مرة أخري بصورة أو بأخري وكأننا نسينا تماما أن مثل هذه العواصف الملغومة هبت علينا مرارا من قبل في سبعينيات السادات وتسعينيات مبارك وابتلعنا الطعم وقتها للأسف الشديد بحسن النيات التي رجحت كفتها علي ضرورات الحذر والفطنة السياسية الواجبة فكان ما كان من أحداث المنصة واغتيال السادات في 6 أكتوبر عام 1981 وكذلك جرائم الإرهاب البشعة التي بلغت ذروتها ضد السياح الأجانب في مدينة الأقصر عام 1997.

إن الحديث عن فتح أبواب المصالحة والحوار يعني رغبة في إحداث شرخ في جدار الجبهة الوطنية المتماسكة منذ 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو عام 2013.. خصوصا أن أي مراجعة لسوابق العمل والتعامل مع هذا التيار تجعلنا أمام مشهد مصطنع يراد له أن يتكرر كصورة طبق الأصل وكأنها روايات يعاد حكايتها بنفس التفاصيل.

إن من العبث أن يغيب عن أذهاننا للحظة واحدة أننا عشنا من قبل تجارب مماثلة وتعرضنا بسبب الإفراط في حسن النية والتخلي عن ضرورات الحذر والفطنة السياسية إلي مخاطر جسيمة فيما بعد.. فهل لدي من يطرحون مثل هذه السيناريوهات مجددا أي ضمانات مؤكدة تجعلنا نستبعد من حساباتنا أن الغد لن يحمل مخاطر مشابهة لمخاطر الماضي.. هذا هو السؤال وجوابه هو القول الفصل في التعامل مع هذه العاصفة التي تستلزم أقصي درجات الحذر!.

خير الكلام:

<< المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف