صالح ابراهيم
مدينة الأحلام علي أرض الألغام
مفهوم جديد في التنمية الشاملة.. تعزفه سواعد البناء والتنمية.. في العلمين الجديدة.. قلب الساحل الشمالي الغربي.. والمدينة التاريخية التي يعرفها العالم.. كحائط الصد لأطماع المحور والمسمار الأول في نعش القاهرة النازية والفاشية.. التي أشعلت أحلام التعصب وسيادة الجنس الآري.. الكرة الأرضية لسنوات طويلة.. تحت لافتة الحرب العالمية الثانية.. سقط ملايين الضحايا.. دمرت مئات المدن.. خربت المؤسسات الصناعية والمرافق والمزارع.. والسدود.. تركت مئات الآلاف من النساء.. أرامل.. وملايين الأطفال.. يتامي.. وحتي بعد أن سقطت العاصمة الألمانية برلين في أيدي الحلفاء.. الأعداء فيما بعد.. الولايات المتحدة.. بريطانيا.. فرنسا.. والاتحاد السوفيتي "قبل أن ينفصل وينشق وينفرد بإدارة الجزء الشرقي "ألمانيا الشرقية".. ظل للعلمين مكانتها المتميزة.. أيقونة الحرب وذكري الألم والجراح الممتزجة بآمال البشرية النصر والسلام.. من خلال استضافتها مقابر جنود الحلفاء والمحور.. مقابر وشواهد ممتدة يعجز البصر عن حصرها.
يشد الرحال كل عام.. ضيوف من كل أنحاء العالم.. قادة وجنود وأناس عاديون يحضرون للعلمين.. يحيون ذكري الاحباء الراحلين.. ويوجهون رسالة سلام.. للعالم بعد أن وضعت الحرب اوزارها وتحولت إلي حرب باردة ثم تنافس علي جمع الأسلحة ومعدات الدمار الشامل.. حتي في الفضاء الخارجي.. رسالة سلام تتكرر من أرض السلام.. وتعطي ميزة مهمة لمدينة مصرية.. تفرض وجودها علي خارطة المدن الجديدة في مصر المحروسة.. بتميز تام وشخصية مستقلة.. ومع الجهود الأخري التي تبذلها مصر لتنمية الساحل الشمالي الغربي.. من مطروح والعلمين وسيدي عبدالرحمن وغيرها.. وحتي الحدود مع ليبيا الشقيقة.. لتطهير الأرض من الألغام المغروسة في الأرض من أربعينيات القرن الماضي.. حتي تعود كما كانت سلة للغذاء.. وجنة للتنمية المتكاملة.. نجد العلمين الجديدة.. بين 21 مدينة يجري العمل في إنجازها مزودة بكافة المرافق والاحتياجات.. مدن جاذبة للحياة.. نجدها مدينة متكاملة تعمل طول العام.. وليست نابضة بالحياة خلال الصيف فقط.. أنها كما يؤكد وزير الإسكان في متابعته المستمرة.. لانجازات المعمار.. ومناقشة رغبات المستثمرين بها جامعات بدأ بالفعل تنفيذها.. ومدارس.. وشبكة متكاملة من الخدمات والمنشآت الترفيهية الجاذبة.. تتلألأ في كورنيشها وأبراجها ووسائل تجميلها الأنشطة السياحية.
نحن بالفعل أمام مدينة ذات شخصية خاصة.. تجعلها مقصداً سياحياً تتوفر به عناصر البقاء والجذب للمستثمرين والسائحين.. وتنضم العلمين الجديدة إلي العقد المصري السياحي الفريد في العالم من حيث التنوع والاهتمام.. حيث تتميز مياه العلمين بصفاء فيروزي نادر.. ورمال بيضاء ناعمة.. والمنطقة ذاتها بعيدة تماماً عن التلوث.. فمازالت بكراً في انتظار الاكتشاف.
** يتمثل هذا الاكتشاف في فحص ودراسة المخطط العام للمدينة.. نلمح ممشي سياحياً بالمنطقة الشاطئية.. بتنفيذ 15 برجاً بارتفاعات من 27 - 40 دوراً.. علي مساحة 340 ألف متر مربع.. يجاورها المنطقة الترفيهية بسطح يرتفع أرضي وبدروم فقط علي سطح حوالي 16 ألفا و500 متر مربع.. تنتظر التشغيل مع الصيف.. ونظراً لأن المستثمر الخبير يبحث عن الفرص الواعدة.. بقيمة مضافة مجزية.. تشهد العلمين إقبالاً متنوعاً من خبراء الأعمال والمشروعات السياحية.. ولدينا العديد من الأمثلة.. التي ستنقل خبرات عالمية إلي منطقة ساحرة.. فقد تم بالفعل توقيع بروتوكول تعاون مع مجموعة ماريوت العالمية لإنشاء فندقين.. الأول 250 غرفة و50 فيلا.. والثاني بمنطقة أبراج الواجهة البحرية سعة 300 غرفة.. وفي إشارة مهمة إلي مستقبل المدينة الواعد.. تقوم مدرسة لوزان السويسرية للفنادق لإنشاء كلية في علوم الضيافة والفنادق.. تتولي إعداد الأجيال المخصصة في إدارة وتشغيل الفنادق.. باختصار يفتح الرئيس باباً جديداً لمستقبل الوطن الزاهر.
** مثلاً ها هي المجموعة العالمية لفنادق الانتركونتنينتال.. تنضم إلي قوافل الاستثمار.. بالعلمين الجديدة طالبة إدارة التشغيل 3 فنادق مكونة من 1000 غرفة انتركونتنينتال وهوليداي ان وستاي بريدج.. وهكذا تمضي قدماً محاولات غرس منشآت فندقية "25 ألف غرفة" علي واجهة مدينة تمتد واجهتها علي ساحل البحر المتوسط لمسافة 14 كيلو متراً.. ويبقي الحديث عن الدعم اللوجستي.. للاستفادة من زوار وضيوف العلمين الحاضرين من أنحاء العالم بنكهة يمتزج فيها التاريخ بالطبيعة بمجالات التنمية المتعددة.. ومنها مدينة ملاهي عالمية تنافس ديزني لاند.. وذلك كي نوفر الرحلات والضيافة للراغبين.. للسفر من العلمين إلي صعيد الحضارة القديمة في الأقصر وأسوان "حلم العالم".. ومناطق الجذب السياحي الأخري ترفيهية أو علاجية أو ثقافية الخ.. ليكتمل العقد الفريد وتستعيد السياحة المصرية أولوياتها.. قاطرة للتنمية والرخاء.