جريدة روزاليوسف
محمد عادل
السلطان.. تريزيجيه
محمد صلاح لايحتاج ما نكتبه له، فهو يوميا يكتب سطرا جديدا فى تاريخ مصر والمصريين ويعطينا دروسا فى الحياة، «الايجيبشن كينج» لا يحتاج سوى دعواتنا ليحميه الله ويمنحه المزيد من الاصرار ليستمر فى كسب احترام الغرب لمصر بعد أن نجح فى تغيير نظرة أوروبا لبلدنا الحبيب وابنائها.
سأكتب اليوم عن فتى مقاتل أراه مظلوما فنيا وإعلاميا رغم ما قدمه لوطنه خلال التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ومايقدمه لفريقه الحالى، محمود حسن تريزيجيه الذى أعاد الدم يتدفق فى عروقنا بحصوله على ضربة الجزاء القاتلة التى ذهبت بنا إلى روسيا، قصرنا فى حقه ومازلنا مقصرين رغم مايقدمه حتى الآن،لم نشكره ولا نهتم به بالشكل الذى يستحقه.
هدية تريزيجيه للمصريين أمام الكونغو ليست الأولى خلال مشوارنا بالتصفيات، هذا الفتى منحنا الأفضلية فى مباراة غانا عندما انطلق من منطقته المفضلة فى الملعب مخترقا دفاعات المنتخب الاصعب فى مجموعتنا وبذكائه المعهود كلل مجهوده بالنجاح ليمنح الملك المصرى هديته الأولى والتى كانت بمثابة شرارة الانتفاضة الأولى نحو الحلم، ولو تركت قلمى يكتب عن مجهوداته وأدواره الحاسمة مع المنتخب ومن قبله الاهلى وحاليا قاسم باشم التركى سأحتاج صفحات، لذلك أراه مظلوما.
تريزيجيه فى نظرى «مظلوم فنيًا» بسبب غيابه عن اللعب فى أكبر الدوريات الأوروبية ولا أعلم سببا حقيقيا لذلك رغم تطوره الملحوظ فى كل مباراة عن الاخرى وأدائه القتالى الذى وضعه فى مصاف نجوم تركيا، عليه أن يعيد حساباته ويبحث عن سر غيابه عن الدوريات الكبرى حتى الان، وأنا لدى ثقة أن ذكاءه الذى أراه فى الملعب سيقوده إلى الطريق الصحيح.
ربما يحتاج لإعادة النظر فى المسئولين عن تسويقه، انا لا أعلم ببواطن الامور الخاصة بحياته لكن بحكم متابعتى له دوما اكتشفت أن شقيقه ترك حياته وبلده ليقوم بدور الأخ الأكبر دائما فيهون عليه غربته ويقف بجواره، وهو ماجعلنى أستنتج أنه يحتاج لإعادة النظر فى الشركات التى تتولى مسائل التسويق الخاصة به وإدارة حياته الاحترافية، أنظر حولك «ياتريزي» ستجد عظماء الكرة لديهم مؤسسات خاصة تدير حياتهم اليومية ليتفرغوا هم للكرة فقط.
أما إعلاميا فهو «مظلوم» ربما بسبب ثقافة شعب يعشق الفوز وإحراز الأهداف ويحمل دائما على أعناقه أصحاب اللمسات الاخيرة أو بسبب تواجده فى الدورى التركي، لكن هذا عذر أقبح من ذنب لأن من يفهم كرة القدم يعلم جيدا انه لاعب مقاتل ذكى يمتلك مهارات فردية عالية والقدرة على الاختراق وصناعة الفرص بالإضافة إلى تطوره الكبير فى المهام الدفاعية، فرغم أنه لم يسجل فى التصفيات لكنه صاحب الدور المحورى فى رفع سقف الطموح لدى المصريين والسبب الرئيسى بعد توفيق الله فى الفوز بأهم مباراتين فى التصفيات المؤهلة للمونديال وتحقيق حلم الملايين بعد غياب سنين.
زملاؤنا الإعلاميون لا تنجرفوا لما تهواه السوشيال ميديا فقط، فأنتم تعلمون مدى تأثيركم على شبابنا فى الغربة «معنويا»، سندعمك ياتريزيجيه وسندعم جميع النماذج المشرفة،وأنا بدأت بهذه السطور، وأقولها لك ننتظرك فى المونديال ومن بعده فى دورى كبير الموسم المقبل لأنك تستحق ذلك، ولأن سقف طموحنا أصبح ليس له حدود بعد جرعات الأمل التى يمنحها لنا «أبومكة» يوميا، دعواتنا لك ولكل مجتهد بالتوفيق وموعدنا فى روسيا بمشيئة الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف