طة الشريف
مظاهر الابتزاز في يوميات مواطن سعيد !!
المتابع ليوميات المواطن المصري منذ طلوع شمس نهار المحروسة وحتي غروبها ، في كل حركاته وسكناته ، في كل تعاملاته مع كافة الجهات والهيئات حكوميةً كانت أو خاصة يلحظ أمراً شديد الغرابة لا تخطئه العين المجرده!
هو وجود حالة من الاتفاق الضمني بين كل تلك الجهات على توحيد شكل التعاطي مع ذلك الذي يحملُ جنسية هذا الوطن "مصر"
الابتزاز..
نعم هي كلمة السر في التعامل مع المواطن السعيد في الوطن السعيد_مع الاعتذار لليمن السعيد_فالسعادة ليست حصرياً على أحد سيما في المنطقة العربية ولكل مجتهدٍ نصيب !!
هيا بنا نُطوّف معاً لنرى كيف يتم التعامل مع صاحبنا_السعيد_
1-غالبية الخدمات المقدمة للمواطن من صحة وتعليم ونقل ومواصلات ومرافق عامة تُحصِّل الدولة الرسوم اللازمة عليها بزيادات دورية لا تتوقف ولا تأخذ نفساً لإراحة المواطن السعيد!،حتى الطرق بين المحافظات شيدت لها بوابات مزدانة بالألوان والرسومات التي تدعو إلى البهجة والسعادة مصحوبة باللافتات واللوحات الفسفورية المخطوطة بالأدعية والشعارات الوطنية استعداداً لدفع الرسوم مقابل المرور من البوابة !.
2-المقابل الذي يستحقه المواطن كإنسان يعيش في جنبات هذه البلاد غير موجود بالمرة لاسيما عندما يعقد المقارنات مع البلاد التي يسافر إليها غرباً أو شرقاً حتى الكثير من البلاد الإفريقية التي كانت تعيش في المجاهل بل حتى التي عايشت حروباً أهلية وإبادة جماعية مثل رواندا
وراجع بنفسك شكل الخدمات المقدمة إن كان هناك ثمت خدمات أصلا !! ، فالمواطن الذي يرغب في تحصيل خدمة من خلال مكاتب الحكومة لا يجد إلا وجوهاً عابسة ، ومرافق قبيحة مترهلة ، ورسوم عالية مخيفة لا تناسب حجم الخدمة المقدَّمة ،وليس عليك إلا زيارة أيِّ من تلك المصالح الحكومية حتى ينقلب إليك البصر خاسئا وأنت حسير ! من حماسة الموظف وإخلاصه الشديد في تحصيل الرسوم مع فتوره العجيب في الاستجابة إليك وكأنه يقف على توزيع الصدقات لطابور من الفقراء قد أضناه تدافعهم نحوه !!
3- حتى القطاع الخاص في كل صوره لم يرحم ذلك المواطن وكأنها وصاية يتواصون بها على ذلك المسكين ليشحذون له نصل سكينهم لذبحه بلا رحمة أو شفقة .
وانظر إلى ما يفعله الأطباء بمرضاهم في العيادات والمستشفيات الخاصة؟!
وانظر إلى ما يصنعه المعلمون في ابتزاز أولياء الأمور من خلال أبناءهم في دفعهم إلى الدروس الخصوصية ذات الكلفة العالية ؟!
وانظر حتى إلى سائقي التاكسي وسيارات السرفيس المتهالكة وكيف ترفع بنديرة النقل دون ضابطٍ أو رابط ، فقط وفق رغبتهم في زيادة الأجرة ورفع الإيرادات ولما لا والدولة لا دخل لها فهي تأخذ ما تريد من خلال رفع أسعار الوقود والمحروقات وعلى سائقي الأجرة أن يتفاهموا مع الراكب بما يحلو لهم !
والمضحك المبكي في كل ما سبق أن صاحبنا السعيد وهو يعيش بين شقي الرحى بين مطرقة الأسعار وسندان الاحتياجات الإنسانية التي لا يستطيع الاستغناء عنها ، هو ضآلة الراتب مع ارتفاع معدلات الأسعار في ظل حالة التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه السعيد..للمواطن السعيد..في الوطن السعيد.