الأخبار
فرج ابو العز
مع احترامي - الحوت الأزرق
مع احترامي

لا أدري وغلب حماري في فهم إصرار دار الإفتاء المصرية علي أن تدلي بدلوها من منظور الحلال والحرام في قضايا في الأصل محسومة مثل فتوي أن الاحتفال بشم النسيم جائز شرعا وليس حراما رغم أن المصريين من أيام الفراعنة يحتفلون بهذا العيد واستمرت العادة ليومنا هذا وستستمر ليوم الدين احتفالاً لكل المصريين بمختلف دياناتهم وأشربتهم.
قد يقول قائل إن ذلك جاء ردا علي دعاوي سلفية أطلقت علي مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لعدم الاحتفال لكن ما قول دار الإفتاء في فتوي أن لعبة الحوت الأزرق حرام مع أن الأمر يتعلق بلعبة علي الشبكة العنكبوتية اللهم ما إذا كانت الفتوي انطلقت من أن الانتحار حرام واللعبة كما يقول خبراء تكنولوجيا المعلومات تقود للانتحار.
الأجدي أن نترك الكلام للمختصين فهم أدري بشعابها فأين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من كل هذا والتي لم تخرج حتي ببيان تحذر من تلك اللعبة.. علي وزارة الاتصالات والجهات التابعة لها أن توضح لنا الحقيقة بطريقة علمية بعيداً عن الحلال والحرام فهي لعبة تجتذب الأطفال والشباب وعلينا أن نخاطبهم بلغة عصرهم.
معلوماتي أن لعبة الحوت الأزرق ليست الوحيدة التي تقود للموت فهناك كما يتردد 25 لعبة من ذلك النوع الخطير وعلي الجهات المختصة التوعية بها فماذا يمنع من أن تطلق وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مرصدا يسهل الوصول إليه من قبل أولياء الأمور فكيف يمكن لولي الأمر أن يلعب دور الرقيب علي أبنائه دون أن يعلم ماهية هذه اللعبة وسر خطورتها وتأثيراتها السلبية علي الأطفال خاصة في سن المراهقة.
طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة المقدمة من نواب مجلس النواب لا تكفي بل لابد من تشريع يلزم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوصفها الجهة المختصة بالتوعية المستمرة من تلك الألعاب التي تقود للموت وألا تنتظر ما يتردد عن حوادث وقعت بالفعل فلابد من وجود برنامج توعوي تتولاه وزارة الاتصالات بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ليكون بمثابة المرصد أو الكاشف فعالم الألعاب الإليكترونية يشهد تطورا كل دقيقة ولن أقول كل ساعة وكل يوم وإغفال مثل هذه القضايا المهمة انتظارا لحادث يقع هنا أو هناك يكون بمثابة النعامة التي تدفن نفسها في الرمال.
حديث التدخل بالحجب أو الرقابة الأسرية لم يعد مجديا في ظل تطور تكنولوجي أقل ما يوصف بأنه مذهل ومتسارع وأصبح الأساس في حروب الجيل الرابع التي نعيشها اليوم والتي تعتمد في الأساس علي المعلومات بكافة أشكالها سواء أكانت ألعابا تقود للموت أو معلومات مضللة وشائعات تغيب العقول وتوجد الفتنة في المجتمعات لتدمر نفسها بنفسها.
أعتقد أن وزارة التربية والتعليم ليست بمعزل عن القضية فما جدوي حصص الكمبيوتر وهل هناك مؤهلون لتعليم الأطفال بطريقة صحيحة حتي لا يتغولوا في خضم بحر العنكبوتية دون معرفة ليلتقفهم حوت أزرق أم أخضر أم أسود أم كاروهات.
الموضوع جد خطير ولا يقبل التهوين فهناك من الخبراء من يري أن »الحوت الأرزق»‬ لعبة »‬داعشية» تعتمد نفس أسلوب تنظيم »‬داعش» الإرهابي من استخدام التكنولوجيا لغسيل مخ البشر لقتل الآخر أو قتل النفس وهو ما يحدث في اللعبة لكن بطريقة إليكترونية ودون توجهات دينية، والخطير أن اللعبة تستهدف فئة عمرية صغيرة السن مثل الإرهاب، وهي فترة البحث عن الذات والتمرد علي الأوضاع.
أيضا أجهزة الإعلام لابد أن تقوم بدورها باستضافة أطباء نفسيين وخبراء في أمن المعلومات علي أعلي مستوي لتبسيط مخاطر تلك اللعبة وكيفية استدراجها لضحاياها فالمسالة - وفق الخبراء - ليست مجرد لعبة، لكنها عبارة عن فكر شخص مبرمج يتعاون معه عالم »‬سيكولوجي» يدرك طبيعة التعامل مع الأشخاص ويتوقع حينما يضع أسئلة اللعبة إجابة الشخص الذي سيلعبها، وبالتالي يستطيع التعامل معه وإخضاعه له والسيطرة عليه وحينما يطالب اللاعب بطلبات معينة لتنفيذها، أو أن يجيب علي تساؤلات معينة، يحلل العالم السيكولوجي الشخصية بناء علي الإجابات وتنفيذ الطلب لها، وبالتالي حينما يصل لنهاية المرحلة يطالب اللاعب بالانتحار يضمن أنه سينفذ علي الفور.
حرف ساخن:
- تحذيرات كثيرة تجاه خطورة »‬الفسيخ والرنجة والملوحة» وغيرها من المأكولات المعروفة في شم النسيم ورغم ذلك نأكلها.. عارفين ليه »‬أستك منه فيه أشده عشان يلسعني».
- سمعت شيطانا يستغيث.. سألوه ممن تستغيث.. قال: من شياطين البشر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف