الأخبار
احمد سالم
شباب ولا بيزنس
عالمصري دور ......
وكأن الله أراد للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق أن يكون مثيراً للجدل بعد وفاته رغم حرصه طيلة حياته علي الابتعاد عن الأضواء والانزواء بين كلماته وسطور مؤلفاته، قد نختلف مع مواقفه السياسية إلا أننا لا نملك سوي الاعتراف بقدرته علي التواصل مع شباب في مرحلة سنية عجز الكثيرون عن فك طلاسم عقولهم المشتعلة بالرغبة في المعرفة، وبحكم اعتيادنا في السنوات الأخيرة علي ربط كل ما هو إنساني بالأحداث السياسية، أطلق البعض دعاوي الحوار مع الشباب المعارض والمعترض وطالب باحتوائهم وتصحيح أفكارهم وكأنهم طائفة مارقة خرجت عن إجماع الأمة وليس مجرد فئة عمرية تدخل في تركيبتها رغبة فطرية جامحة في المناقشة والاعتراض كسبيل أوحد للمعرفة.
قد يعتبر البعض قراءة التاريخ نوعاً من الترويح عن النفس بينما يعلم البعض الآخر أن الحاضر هو مجرد امتداد للتاريخ وتمهيد للمستقبل وأن تفسير السلوك البشري يستلزم متابعة تطوره، لذا فلنسترجع معاً ذكريات شباب السبعينات الذين هاجموا السادات قبل حرب أكتوبر واعترضوا علي كامب ديفيد وهلل بعضهم يوم استشهاده، فلنبحث عن شباب الماضي كهول الحاضر وقد وقفوا في طابور الانتخابات الرئاسية في ظل سخرية شباب اليوم !!!!
إنها سنة الحياة وكلنا اصطدمنا بجيل الآباء إبان مراهقتنا ومررنا بتجربة الاعتراض علي سياسات من سبقونا وحاولنا إثبات أنفسنا إلي أن استقرت الأفكار وتوقفنا عن السباحة في بحر الخيال ورسونا علي شاطئ الواقع المقفر ذي التضاريس غير المعبدة، نعم تغيرت أفكارنا تماما من محطة العشرينات مرورا بالثلاثينات حتي آخر الطريق، أصبحنا أكثر إدراكا وأقل حماسا بعد أن تعلمنا أن الواقع ليس سهلا وأن الأمل والطموح إذا ابتعدا بنا عن سطح الارض فالسقوط هو مصيرنا لا محالة.
اتركوا الشباب وحالهم، دعوهم يبحثون عن الحقيقة وينبشون فيها بأظافرهم وليبتعد عنهم أصحاب المصالح الذين يبحثون عن مهام جديدة تضمن لهم البقاء لأطول مدة ممكنة جاثمين فوق ظهور الشباب بحجة إنقاذهم، وإذا كان لابد من الحوار فاتركوا الشباب يختار محاضريه دون أن تفرضوا عليهم رؤيتكم التي كانت ومازالت من أهم أسباب سخطهم الحالي.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف