صبرى غنيم
هل استيقظت الضمائر الغائبة.. في يوم اليتيم؟
رؤية
- ما أجمل أن تسمع في يوم اليتيم هذا الحديث وما قاله رسولنا الحبيب عن كافل اليتيم، إذ يقول سهل بن سعد رضي الله عنه إن رسول الله صلي الله عليه قال »أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما».. والأجمل هنا أن تسمع شرحا لحديث النبي صلي الله عليه وسلم كما جاء في البخاري »حق علي من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من هذا».. وما أكثر الأحاديث التي تناولت اليتيم وبينت مكانته ومنزلته عند رسولنا الكريم إذ قال »من وضع يده علي رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت علي يده حسنة»..
- وقد اشتكي رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له النبي عليه أفضل الصلاة والسلام »إن أردت تليين قلبك، فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم».. أما عن الذين يأكلون أموال اليتامي فويل لهم، اذ أدرجوا بين الموبقات السبع والتي أشار إليها رسولنا الكريم وهو يبدأها بالشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات..
هذه الأحاديث هي رسالة تعظيم وتفخيم فيمن يكفل يتيماً، وتحذير لمن يأكل مال اليتيم، المهم هل استثمرناها في احتفالنا بيوم اليتيم؟ هذا هو السؤال.. الذي لفت نظري أننا استقبلنا هذا اليوم بفرق موسيقية في دور الأيتام وقوافل تحمل الهدايا إلي الأيتام.. كان المشهد رائعا، لكنه أروع يوم أن تتبني الفضائيات هذه الأحاديث التي تعظم في كافل اليتيم ومن يحنو علي اليتيم حتي ترق القلوب، والكفالة هنا ليس بتبنيه في الإقامة بين أفراد الأسرة لكن من الممكن أن تكفله وهو في دار الأيتام، تتبني تعليمه وتشجيعه وإعداده الإعداد الصالح للمجتمع، فكون أن تستثمر في طفل وتجعل منه رجلا صالحا معطاء في عمله.. أجره وثوابه كبيران عند الله..
- أقول هذا علي أمل أن يكون يوم اليتيم يوما مؤثرا عند أصحاب الضمائر الميتة التي تأكل مال اليتامي، وما أكثرهم في هذا الزمن والسبب أن الآباء لا يرتبون حياة أبنائهم وبناتهم وهم علي قيد الحياة، فكم من صغار ضاعت حقوقهم عند الورثة لأنهم لم يجدوا من يقسم الميراث بالعدل، ومعظم المحاكم تشهد مثل هذه القضايا.. العم وقد استولي علي مال أخيه وترك الصغار بلا ميراث، وما أكثر هذه القضايا..
- وتحت يدي قضية الضحية فيها ولد وبنت وأرملة شابة في الثالثة والثلاثين من العمر وهبت نفسها للولد والبنت والأعمام استولوا علي الميراث العيني والسيولة المادية والمجلس الحسبي أصبح مبكي الأرامل، قضايا كثير ونزاعات لا تنتهي أمام المجالس الحسبية لحقوق أطفال يتامي.. وللأسف لا تنتهي..
القصة التي بدأتها معكم تخص شاباً كان هو المسئول عن شئون عائلته في إدارة المصانع والتعاقدات، وكان دخل كل من أفراد العيلة لا يقل عن ٢٠ ألفا، وكان سعيدا بهذا الرقم مع أسرته الصغيرة، وفجأة يتعرض لقدره في حادث سيارة ويلقي حتفه وهو في هذا السن، يترك وراءه زوجة شابه وطفلة في السادسة من العمر وولداً في الرابعة من العمر، ويعلن إخوته الشبان أنهم مسئولون عن طفليه، وتدوم الرعاية شهوراً، كانت فرصتهم في هذه الشهور ترتيب أوراقهم، فبعد أن كانوا يقومون بدفع مبلغ شهري يكفي احتياجات الأسرة، أصبحوا يتركون للثلاثة الطفلين والأم ألف جنيه شهريا، حتي مصاريف المدارس الخاصة، أنذروا الأم بنقلهم إلي مدارس حكومية، تخيلوا عائلة كاملة لا تخاف الله، ولكم أن تتخيلوا بعد أن تنصلوا من كل شيئ، حتي الصباح أو سلام الله محظور علي بيوتهم أن يلقوا به علي أرملة أخوهم، لجأت الأم إلي المجلس الحسبي ولا تزال القضية نائمة، ويجيء يوم اليتيم لم يفكر أحدهم أن يطرق الباب علي الطفلين..
- لذلك أدعو القائمين علي يوم اليتيم ألا يقتصر الاحتفال بيوم اليتيم علي المؤسسات الاجتماعية فهناك أطفال يتامي في أحضان أمهاتهم، حقوقهم ضائعة في الميراث وأتمني حل مثل هذه القضايا بعيدا عن المحاكم حتي لا يدخل فيها العند والكبرياء.. ويضيع معني هذا اليوم.