قريباً من السياسة
هناك نوعان من الوزراء، الأول يهوي الظهور في الفضائيات والمؤتمرات وإطلاق التصريحات من قاعدة مكتبه الوثير وكلها استراتيجيات وخطط ودراسات ومشروعات ومليارات من الدولارات وملايين من فرص العمل، وقرارات للقضاء علي التعقيدات وتيسير الإجراءات غير المحدودة من شبكات القوانين واللوائح عسيرة الفهم وصعبة التنفيذ، ولا مانع من حشر الشباب في كل تلك التصريحات وتوفير فرص العمل في المواقع الوظيفية والقيادية.. ولا نري أكثر من ذلك ومن هذا النوع وزير الصناعة والتجارة المتفائل علي غير الحقيقة، أين مسئوليته عن مشاكل الصناعة والتصدير والمصانع المغلقة، وكم مصنعاً جديداً شارك في إنشائه وكم مرة التقي فيها بالعمال والمسئولين عن مصانع الدولة والقطاع الخاص!! والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تفرق دمها بين الهيئات والوزارات!
والنوع الثاني من الوزراء يمكن أن تقابله في الشارع يفاجئ المواطنين داخل عربات المترو ويناقشهم.. وزير النقل د.هشام عرفات يشرح لهم الصعوبات التي أدت لرفع سعر تذكرة المترو وكيفية رفع مستوي الخدمة ويتعرف علي مشاكل المواطنين ويلتقي بالمسئولين عن تنفيذ الخط الثالث والرابع لشبكة المترو، ما أسعدني تواجد الوزير مرتديا »العفريتة» الخاصة بعمال الصيانة لقطارات السكك الحديدية وهو أعلي القاطرة ويناقش الفنيين ويتخذ قراراته من فوق القضبان ويوقف عددا من الرحلات حرصا علي حياة الركاب وتواجده في مواقع المشروعات وتعددها، لذلك فإن الإعلام يبحث عنه وليس العكس!