زياد السحار
المصريون.. والوعي الذي عاد
أثبت الخروج العظيم للمصريين ونتائج الانتخابات الرئاسية مدي وعي المصريين. ووفائهم للقائد الذي استغاثوا به إبان ثورة 30 يونيه.. وفوضوه لكي يخلصهم بإرادة الشعب من غياهب الفوضي.. وتجار الدين رعاة الإرهاب في العالم.
ولمن لا يتذكر من السادة المنظرين والمحللين الذين يربطون مصائر الشعوب ومستقبلهم ببرامج قضائية ومكاسب شهرة وتواجد علي الساحة الاعلامية.. أدعوهم الي الصحف ـ ذاكرة التاريخ ـ لكي يروا الصورة بوضوح "وهدوء" كيف كنا. وكيف أصبحنا قبل وأثناء وبعد ثورتي يناير ويونيه.. وكيف استثمرت تلك الجماعة تداعيات الموقف وتطورات الأحداث لاسقاط نظام مبارك الأسبق ورفعت سقف الطالب لدي الشباب الثائر والظروف الاقتصادية الصعبة ومظالم البسطاء وأدخلت البلاد في أتون الفوضي.. ليقدم لهم نفس هؤلاء ضحايا الزيف والبهتان والكلام المعسول المضلل الحكم علي طبق من فضة.. ليتمادوا في غيهم وغطرستهم وتكبرهم ويطيحون بكل الأدوات السياسية التي تعاملت مع المشهد السياسي في مصر بغرض أو حتي بحسن نية.. ليفاجأ الشعب بأسره بالتابوت المظلم وقد دخلنا فيه جميعا حتي كاد يغلق علينا الي الأبد.. لولا ثورة الشعب في 30 يونيه. واستغاته بجبشه العظيم وحصنه المنيع ووزير دفاعه الوطني الفريق السيسي الذي تحمل المسئولية بشجاعة وتجرد وتضحية لا تقل بل تفوق كثيرا تضحيات رجال الجيش والشرطة الذين مازالوا يتصدرون جبهات المواجهة والتحدي لهؤلاء الأشرار المتآمرين الذين يتربصون بالوطن والشعب.. ولعلهم لم يفقدوا الأمل حتي الآن في تحويل فشلهم بالنيل من مصر الكعكة الكبري ليكون مصيرها ومصير شعبها مثل العديد من الدول المجاورة الشقيقة التي لم تخرج من قبضة ثورات الربيع العربي الزائفة حتي الآن.. ولمن ينسي أو يتغافل لكي يري أبشع جرائم الانسانية في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا بل وفي العراق حتي الآن ليروا المصير الجهنمي الذي كانوا يعدونه لمصر وشعب مصر.. لولا فضل الله وارادة شعبه وقوة وشجاعة رجال جيشه وشرطته.
ہ ہ ہ
بصراحة ما كنت أود أن أخوض في هذا الأمر في هذا المقال ونحن نتطلع كشعب صابر مثابر قدم الكثير من التضحيات خلال السنوات السبع الماضية.. الي مرحلة جديدة من العمل الوطني نشحذ الهمم ونعمل العقول ونحن نسير علي درب التنمية والبناء والتصدي لكثير من مشاكلنا الحياتية والسعي لتحسين ظروفنا المعيشية ومواجهة تحديات جسام مازال الإرهاب الخسيس يتصدرها رغم فداحة خسائره وتراجعه بفضل نجاح عملية سيناء 2018.
أتصور ان وعي المصريين وادراكهم للمخاطر والتحديات والمهام يدعونا جميعا لنكون أكثر يقظة وحرصا.. وألا نسيء فهم القراءة الموضوعية للخطاب السياسي الذي يفتح الباب أمام كل المصريين المخلصين لوطنهم وشعبهم وليس أصحاب المآرب والأجندات الخارجية الذين يريدون أن ينفذوا الي كياننا الوطني ومصر الدولة التي عادت بأفضل كثيرا مما كانت عليه سياسيا واقتصاديا في حقبات تاريخية سابقة.. ويبقي الأمل مقصورا علي أن تحقق نجاحا اجتماعيا واعلاميا وثقافيا بمزيد من الوعي والمصارحة والمكاشفة.. يحكمنا جميعا الانحياز للوطن والشعب ومصالح مصر العليا التي تستحق العطاء والفداء.