الدول التي تمتلك احتياطياً كبيراً من النقد الأجنبي تستطيع تخفيض قيمة عملتها المحلية. ومن ثم يصبح إنتاجها من السلع هو الأرخص علي مستوي العالم وبالتالي يتحقق بها الانتشار في كل الأسواق الدولية. وهذا ما تطبقه دولة الصين حاليا حيث تمتلك أكبر احتياطي في العالم بـ 4 تريليونات دولار و1054 طن ذهب. ولذلك فهي تفرض أسعار فائدة تقترب من الصفر علي عملتها المحلية "اليوان" وفي المقابل يؤثر ذلك سلبا علي هيمنة الاقتصاد الأمريكي.
ولاشك أن الحرب التجارية الدائرة حاليا بين أمريكا والصين تستحوذ علي اهتمام العالم كله لأنه من المؤكد أنها سوف تضر الاقتصاد العالمي وربما تؤدي الي انخفاض أسعار النفط وكلما اشتد الصراع بين الدولار واليوان ضعف الاثنان وانتعشت العملات الأخري ومنها الجنيه. وبالتالي قد يكون لها آثار ايجابية علي الاقتصاد المصري بتخفيض فاتورة استيراد النفط وخفض عجز الموازنة.
في تصوري أن العالم سوف يشهد تغيرات هامة علي المستوي الاقتصادي في الفترة القادمة خاصة أن الولايات المتحدة التي تتزعم النظام الرأسمالي الذي ينادي بتحرير التجارة العالمية أصبحت هي التي تخترقه وتتخذ سياسات حمائية ضد السلع الواردة إلي أسواقها. في تهديد خطير له. وأتوقع استمرار الحرب واشتعالها بعد إعلان الصين أنها مستعدة لدفع "أي ثمن" عقد تحذير ترامب بفرض رسوم إضافية علي سلع بقيمة 100 مليار دولار تحت ذريعة حماية المنتج الأمريكي الذي لم يعد قادراً علي منافسة المنتج الصيني.
كلمة فاصلة : منطقة الشرق الأوسط تتمتع بمقومات ومزايا نسبية كثيرة ومنها الموقع الجغرافي المتميز والطاقة وخلافه. وهو ما يبرز أهمية ايجاد دور أكبر للتكامل الاقتصادي العربي وتفعيل السوق العربية المشتركة لمواجهة أي تغيرات!!.