الجمهورية
صلاح عطية
حصان طروادة الجديد
من حق من يختلف معنا في الرأي أن يقول ما يشاء.. حتي لو نادي بالصلح مع الجماعة الإرهابية الخائنة.. ولكن من واجبنا ونحن نختلف معه. أن نوضح له خطأ هذا الرأي.. الذي يصل في تقديري إلي مرحلة.. خيانة الوطن.. وخيانة دماء شهدائه.. وخيانة مستقبله.. وتمكين أعدائه من العودة إلي التسلل والإمساك بخناق الوطن مرة أخري.
لقد لُدغَت مصر.. ولُدغَت شقيقات لها من جحر الإخوان الإرهابية مرات عديدة.. ولم يعد ممكناً بعد كل ما ثبت عن هذه الجماعة. أن نلدَغ من جحرها مرة أخري.
إن علينا أن نضع تاريخ هذه الجماعة نُصب أعيننا.. والحمد لله أن هذا التاريخ الذي تحاول أن تتنصل منه. قد أصبح متاحاً للجميع.. وكشفت خيانتهم لمصر.. وفي حكمهم الذي امتد لسنة واحدة ارتكبوا فيه كل ما أمكنهم من موبقات وخيانات ومذابح.. كشف هذا كله تاريخهم الأسود. وحاضرهم الأكثر سواداً.. وأتاح لأجيال عاشت علي التعاطف معهم فيما كانوا يسمونه "المظلومية".. أن تعرف حقيقتهم.. وأن تعرف من تاريخهم ما لم تعاصره.. وأن تدرك عن تآمرهم وخيانتهم ما حاولوا إخفاءه وإنكاره.. الآن أصبحت صفحة الإخوان في تاريخ مصر.. وعالمنا العربي صفحة مفتوحة أمام الجميع.. واضحة بكل ما فيها من تآمر وخيانة. وقتل ونسف وتدمير.. كما أصبح الجميع يعرفون أن عقب كل تصالح مع أصحاب هذا التاريخ الأسود.. عضوا بل حاول قطع اليد التي امتدت إليهم.
تذكروا هذا التاريخ بكل ما تعرفونه وما لا تعرفونه.. منذ الإنشاء والتكوين بأموال المحتل البريطاني.. وبتمويل الغرب المتآمر علي مصر.. وتابعوا مراحل هذا التكوين في مصر.. والتغلغل إلي العالم العربي.. والانقلاب الذي قادوه في اليمن في الأربعينيات من القرن الماضي.. والجرائم التي ارتكبوها في مصر.. واغتيال القُضاة.. ورؤساء الوزارات.. اثنان: "أحمد ماهر.. والنقراشي" رحمهما الله.. ومحاولة اغتيال الثالث: "إبراهيم عبدالهادي".. ثم محاولة الانقضاض علي عبدالناصر وثورة يوليو.. ثم محاولة اغتياله مرتين معلومتين ومؤكدتين.. الأولي في عام 1954.. والثانية في عام 1965.. وتذكروا كيف أفرج عنهم السادات سعياً لمحاربة الناصريين. والشيوعيين. فورط مصر كلها ــ حتي الآن ــ في هذه الجماعة التي كادت تَبِيد.. لتعود وتثرَي وتكون الثروات.. ثم يكتشف خطأه بعد فوات الأوان.. ويكون هو نفسه ضحية صلحه وثقته بهم.. تذكروا ما فعلوه مع السعودية.. وكلمات الأمير نايف. رحمه الله.. وزير داخلية المملكة السعودية. الذي فضحهم بعد أن عضوا يد السعودية التي امتدت إليهم. وأتاحت لهم تكوين الثروات الهائلة التي يمولون منها الآن تنظيمهم الدولي مع باقي من يتآمر معهم في الغرب والشرق.
.. تذكروا ما قاله عنهم أخيراً الأمير محمد بن سلمان. ولي العهد السعودي.. وتذكروا أيضاً ما فعلوه ويفعلونه في تونس والسودان واليمن.. تذكروا جرائمهم منذ خرجت ملايين شعب مصر في 30 يونيه 2013 وكررت خروجها في 3 يوليو و26 يوليو 2013 بأعداد تفوق الثلاثين مليوناً في كل مرة. لتطيح بهم وبحكمهم. وترسلهم إلي مزبلة التاريخ.
تذكروا أنه منذ ذلك التاريخ لم تكُف هذه الجماعة الخائنة والإرهابية عن محاولات التسلل والعودة إلي التحكم في أقدار الوطن الذي خانوه.. تذكروا كيف استعدوا العالم كله علي مصر.. تذكروا كيف استعانوا بكل من استطاعوا للضغط علي مصر لاستعادتهم "ضمن النسيج السياسي" كما قال الضاغطون.. وفي نفس الوقت لم يتورعوا عن التآمر علي مصر وقائدها.. وأججوا الإرهاب.. وأمدوا زبانيتهم بالمال والسلاح والمتفجرات.. وأعملوا في الوطن وجنده وأبنائه القتل والنسف والتدمير.. تذكروا تحريضهم العلني والسافر بكلمات مباشرة عبر قنواتهم الخسيسة في قطر وتركيا علي قتل جنود مصر وضباطها.. تذكروا كيف يهزي غلمانها وأراذلها ليل نهار علي هذه القنوات تحريضاً عليها.. وتسفيها لكل إنجاز. وتحقيراً لكل جهد.. تذكروا كيف أفتي "القرداوي" بقتل أبنائنا.. وكيف أعلن أردوغانهم إرسال داعش إلي سيناء.. تذكروا سفنه المضبوطة في البحر المتوسط تحمل المال والسلاح إلي إرهابييه في ليبيا.. مستهدفاً بها مصر.. تذكروا كيف يتآمر تميمهم علي مصر بالمال والسلاح والإيواء والتدريب.
هل ننسي هذا كله.. ونسمع لمن يطلب احتواء المتعاطفين والصلح معهم؟!.. أين هم المتعاطفون؟!.. ألا يوجد متعاطفون مع الوطن الذي يعتدون عليه صباح مساء؟!!
هل المتعاطفون فقط مع الخونة والمجرمين.. وليسوا مع أسر الشهداء وأبنائهم.. والوطن الذي يريدون هدمه علي رءوس أبنائه؟!.. المتعاطفون هم ــ كما قال الأخ العزيز محمد سلماوي في "الأهرام"ــ: "الإخوان الذين لا يجرءون علي كشف هويتهم الإخوانية. ويصفون أنفسهم بأنهم "متعاطفون".. يطالبوننا بالترفق مع الإخوان وفتح الأبواب أمامهم.. بينما يواصل الإخوان أعمالهم الإرهابية التي تستهدفنا جميعاً".. وأقول أنا: إن المتعاطفين هم "حصان طراودة الجديد".. هم الصف الثاني الذي يعده الإخوان لكي يبتلع مصر.. ويبدأون في التسلل معهم.. حتي يخرجوا جميعاً إلي العلن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف