إلي أن تمتد يد التطهير والإصلاح إلي "المحليات".. تبقي ملامح الفساد تعشعش في أركان المصالح الذمية. وتنخر في أضابير المنشآت الاجتماعية والصحية.. وسوف يزداد الأمر صعوبة في إيقاف مسلسل انهيار العمارات.. بالإضافة إلي اتساع الأرضية أمام عبدة الروتين لممارسة هوايتهم في إيقاف المراكب السايرة. وتعطيل مصالح البسطاء.
لقد وجهت الأجهزة الرقابية ضربات موجهة إلي أباطرة الفساد.. ومازالت تشن حرباً ضروساً ضد منتهكي القانون والمتاجرين بآلام الناس.. لكن.. يد واحدة لا تصفق.. حيث مازال فساد المحليات واصلاً إلي الأذقان.. ينتظر اليد الأخري.. المتمثلة في انتخاب المجالس المحلية لكافة المحافظات.. كي تشارك في التطهير والتصدي والتحديث.. وإعادة الإدارات المحلية إلي الخدمة الوطنية الشريفة.
بعد أن شهد المواطن.. الإنجازات ترتفع إلي عنان السماء.. والنهضة الكبري تمتد إلي جميع مناحي الحياة.. ازدادت تطلعاته.. وتضاعفت طموحاته.. ومن بينها أن يخرج قانون الإدارة المحلية الجديد إلي النور.. ويتم الإسراع بإجراء انتخابات المجالس الشعبية حتي تدفع بدماء جديدة.. ووجوه شابة.. وقيادات ذات كفاءة.. تسهم في تجفيف منابع الفساد.. وتتصدي للإهمال والتسيب.. وترتقي بالخدمات المقدمة لجميع المواطنين.
ما أكثر الحقوق التي منحها القانون لعضو المجلس المحلي.. لكي يمارس دوره الوطني والرقابي والتشريعي.. ويعمل علي إصلاح منظومة المحليات.. وإيقاظ ضمائر القائمين عليها.. فحقه في الاستجواب من شأنه أن يمنع إقامة المباني دون ترخيص. ويوقف الاعتداء علي الحدائق والمتنزهات.. وحقه في الرقابة يمنع احتلال الباعة للأرصفة. ويقف حائلاً أمام إقامة الأكشاك دون ترخيص. ويدفع "الموظف" لإعادة التفكير قبل الإقدام علي التربح.. وتجبره علي غلق "أدراج" الرشوة المفتوحة دوماً. لنهش جيوب البسطاء.
منح القانون أيضاً 50% من مقاعد المجالس المحلية للشباب والمرأة.. مما يعني اندماج قطاع كبير من الشباب في الحياة العامة.. ومشاركته في مسيرة البناء والإصلاح. وتطوير الخدمات.. وسعيه بإخلاص لتغيير الصورة السوداء للمحليات.. وتحويلها من منبع للفساد والمخالفات.. إلي صرح "للشرف والإنجاز".
إن هدف المواطن من إجراء الانتخابات المحلية.. أن تفرز مجالس وطنية.. تدفع عملية التنمية.. وتسهم في القضاء علي مظاهر الفساد.. والأهم أن تفرخ وتؤهل قيادات شابة واعدة.. قادرة علي حفظ الأمانة.. وحماية المكتسبات.. ببراعة الأداء.. وحسن الانتماء للبلد الغالي.