صباح الاثنين الماضى (4/9) فى عموده «هوامش حرة» بـ«الأهرام»، وتحت عنوان «ربيع الزمن الجميل» كتب الزميل والصديق الفاضل الأستاذ فاروق جويدة يتساءل عن عيد الربيع الذى كنا نحتفل فيه بشم النسيم، وعن القاهرة التى كان يسودها اللون الأخضر، والفواكه والخضراوات التى كانت تملأ الشوارع فى القاهرة والاسكندرية ورأس البر ودمياط وعن اجتماع الشمل فى العيد، وعن أغنية فريد الأطرش عن الربيع...إلخ وباختصار، كان فاروق جويدة متحسرا على الزمن الجميل. والمدهش أننى وجدت مقالا تحت عنوان «ما هو الزمن الجميل» كتبه د. جلال أمين بـ «الأهرام» أيضا، قبل عام واحد بالضبط (3/4/2017) قال فيه إن الزمن الجميل فى شبابه قصد به السنوات العشر بين منتصف الخمسينيات ومنتصف الستينيات التى ازدهرت فيها مواهب عديدة فى الأدب والفن والشعر(إدريس،عبدالصبور، حجازى، عبدالحليم، محمد الموجى...إلخ) إننى هنا أسأل: ما هو الزمن الجميل؟ هل هو الذى يشهد إنتاج هؤلاء المبدعين، أم هو الذى يسهم فى تكوينهم؟ حقا، إن إتاحة المناخ الذى يشجع المبدع ويحفزه شئ رائع، ولكن المناخ الذى ينمو ويتشكل فيه المبدع أروع وأهم. إن الذين أبدعوا وازدهروا فى الخمسينيات والستينيات كانوا فى الحقيقة نتاج حقبة ما قبل ثورة يوليو، نتاج الحقبة الليبرالية بين 1922 و 1952 بمن فيهم جمال عبد الناصر نفسه وزملاؤه من الضباط الأحرار، وهو ما ينطبق على أغلب رموز تلك الفترة من الفنانين والأدباء والكتاب (مثلا: عبدالحليم مواليد 1929 ويوسف إدريس 1927 صلاح عبدالصبور1931 وبليغ حمدى1932 وأحمد عبدالمعطى حجازى1935 ومحمد الموجى1923 وسناء جميل 1930) إنهم ببساطة أبناء الحقبة الليبرالية.. الزمن الجميل هو الزمن الحر، الزمن الديمقراطى، الزمن الليبرالى، الذى شهد عام 1949ظهور فيلم «عفريتة هانم» الذى تضمن أغنية فريد الأطرش الخالدة عن الربيع!.