الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
سفراؤنا في رمضان
جمعتني الظروف منذ يومين للالتقاء بمجموعة من شباب المقرئين للقرآن الكريم الذين وقع عليهم اختيار وزارة الاوقاف لسفرهم لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم في بعض الدول الاوروبية واستراليا.. وكم كانت سعادتي بهؤلاء الشباب من حاملي القرآن الكريم وأنا أراهم يعقدون العزم علي السفر لتلك الدول ولديهم رغبة كبيرة لكي يكونوا سفراء لوطنهم فيها من خلال تلاوة القرآن وكذلك الحال بالنسبة لبعض الائمة من رجال الوزارة لينشروا الدين الوسطي السمح الذي تنادي به السماء و الذي تنتهجه مصر.. اللهم إلا قلة قليلة ابت إلا أن تصدر للعالم صورة ذهنية عن العنف والارهاب والتخريب الذي يرتكب فيها باسم الدين.
وقد علمت منهم أن هناك العديد من دول العالم طلبت من وزارة الاوقاف ايفاد اعداد كبيرة من القراء والائمة سواء من العاملين بالوزارة أو المعتمدين بنقابة القراء أو بالإذاعة والتليفزيون ومن ابرز تلك الدول امريكا وكندا وانجلترا والمانيا والهند واسبانيا واستراليا.. وقد خضع للاختبارات المؤهلة للسفر إلي الخارج عدد كبير من القراء وتم اختيار البعض القليل منهم واخضاعهم لكشف هيئة والتنبيه عليهم بالاعتناء بمظهرهم واسلوب تعاملهم كما تم عقد لقاءات مع بعض السفراء بوزارة الخارجية المصرية لتوضيح بعض الامور المتعلقة بالبروتوكولات وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام في تلك الدول وعدم الخوض في الامور السياسية أو التصريحات التي من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي.
والحقيقة أن هذا الموضوع استلفت نظري ورأيت فيه إحدي الفرص التي يجب ان نستفيد منها لنقل صورة صحيحة عن الاوضاع في مصر من خلال رجال الدين خاصة ان لهم مصداقية حقيقية واحتراما بالغا في الخارج يفوق للأسف ما يلاقونه في وطنهم.. فهناك العديد من المراكز الاسلامية يسيطر عليها الاخوان والسلفيون في الخارج ويتعمدون من خلالها تشويه الاوضاع الداخلية في مصر ويصدرون صورة غير حقيقية لها وقد رأينا ذلك في ألمانيا وامريكا عند زيارة الرئيس لهما .. فلماذا لا نوفد هؤلاء القراء والائمة إلي تلك الدول بكثافة مع انتقاء العناصر التي تستطيع ان تتعامل مع هؤلاء الكارهين لوطنهم؟.. ولماذا لا يتم التنسيق مع السفارات المصرية في تلك الدول لعمل برامج حوارية معهم في وسائل الاعلام المختلفة لتوضيح صحيح الدين والاوضاع في مصر؟.. بل ولماذا لا يتم عقد ندوات في الخارج تستضيف هؤلاء الائمة المتميزين لشرح الإسلام الوسطي الذي تنعم به البلاد بعيداً عن تلك الجماعات المتطرفة؟..
اعلم ان الازهر الشريف يقوم بإرسال أعداد كبيرة من الوعاظ إلي العديد من الدول خاصة في افريقيا وهم في الحقيقة يقومون بدور مهم في الرسالة المكلفين بها من شرح صحيح الدين.. والدور الذي يقوم به الازهر في هذا المجال لا يمكن اغفاله بل يجب الاشادة به.. كما اعلم أن لدينا وزيراً للاوقاف بدرجة مقاتل.. اناشده بزيادة اعداد القراء والأئمة الذين يتم ايفادهم إلي الخارج لتلاوة القرآن وإقامة الشعائر الدينية لعل تلك الوسيلة تكون إحدي الوسائل التي تحقق نجاحات عجز عن تحقيقها الاعلام العام والخاص بل وهيئة الاستعلامات نفسها.. نحن في حاجة إلي ان نغزو العالم بمثل هؤلاء الشباب والرجال الذين يمثلون خيرة السفراء لنا في الخارج... خاصة انهم من حملة سلاح هو بالفعل افضل سلاح يمكن ان نواجه به اعداء الوطن.. ألا وهو سلاح القرآن الكريم وياله من سلاح نقهر به عدوا الله وعدونا من الارهابيين والمتطرفين الذين يعيثون في الارض فساداً في الداخل والخارج.
وتحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف