عباس الطرابيلى
الإمارات.. والأخطاء الشائعة
أن يخطئ صحفى شاب.. فهذا قد نقبله.. أما أن تخطئ وكالة الأنباء الرسمية - التى أنشئت عام 1956 - وتولاها ويتولاها كبار الصحفيين وتبث أخبارها إلى داخل مصر وخارجها.. ولها مكاتب نشطة فى كثير من بلدان العالم، فهذا هو ما نرفضه تمامًا.
وآخر هذه الأخطاء ما تم بثه أمس بمناسبة زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد للقاهرة.. إذ قالت الوكالة فى خبرها إن الشيخ محمد هو ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة.. وهذا خطأ.
إذ إن سموه هو ولى عهد إمارة أبوظبى.. وليس وليًا لعهد دولة الإمارات. لأن دولة الإمارات تتكون من سبع إمارات هى أبوظبى، ودبى، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة والفجيرة.. وهى دولة اتحادية.. ولكل إمارة من هذه الإمارات حاكم وأيضا ولى عهدها.. بل ولها حكومتها المحلية.. وعلمها الخاص.. بل ومنها من لها قنواتها التليفزيونية الخاصة.. ولبعضها محطتها الإذاعية.. وكان لكل إمارة قواتها المسلحة، وأيضا شرطتها.. ومحاكمها وميزانيتها الخاصة.
<< وسمو الشيخ محمد بن زايد هو ولي عهد إمارة أبوظبى، وليس لدولة الإمارات «ولي عهد». إذ يتم انتخاب رئيس الدولة.. وربما بسبب أن الشيخ زايد بن سلطان - عليه رحمة الله - هو أول رئيس لدولة الإمارات.. وكان يتم انتخابه من باقى حكام الإمارات كل خمس سنوات.. ثم بعد رحيله رحمة الله عليه انتخب حكام الإمارات نجله الأكبر - الشيخ خليفة - رئيسًا لدولة الإمارات بجانب كونه أيضا حاكما لأبوظبى.. وهو الرئيس الحالى للدولة الاتحادية.
<< أما الشيخ محمد بن زايد فهو ولى عهد إمارة أبوظبى، ولكنه أيضا يشغل موقع «نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.. وبالطبع يتولى إدارة الأوضاع المحلية فى إمارة أبوظبى. وسموه هو المسئول بعد أخيه الشيخ خليفة بن زايد حاكم أبوظبى ورئيس دولة الإمارات كلها.. وقد جرى العرف من أيام الشيخ زايد - المؤسس لدولة الإمارات أن يكون حاكم أبوظبى هو رئيس الدولة الاتحادية بحكم أنها الأكبر مساحة والأكبر دخلاً وهى التى كانت تقوم بتمويل الحصة الأكبر من ميزانية الدولة الاتحادية ولسنوات طويلة، سواء قبل نشوء الاتحاد أو فى سنواته العشر الأولى.. ومازالت تتحمل النصيب الأكبر من هذه الميزانية.
<< تمامًا كما يتولى سمو الشيخ محمد بن راشد موقعى نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس حكومة الدولة الاتحادية.. بجانب كونه حاكمًا لإمارة دبى، ثانى أكبر إمارة فى الدولة الاتحادية من حيث الأهمية والدخل والنشاط الاقتصادى.
<< ترى.. هل يعرف الصحفى الذى قال أمس فى وكالة الأنباء المصرية الرسمية كل ذلك.. وإذا لم يكن يعرف.. فأين الصحفى المتخصص فى الشئون العربية الذى يراجع كل ذلك.
وهذا الكلام لا يقلل من قيمة وقامة سمو الشيخ محمد بن زايد الذى يسير على طريق حكيم العرب والده الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله.