د . هدى محمد
سوريا بين مفاوضات جنيف وأستانا
لم يأت الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لمناقشة الهجوم بالأسلحة الكيميائية في دوما بالغوطة الشرقية بجديد بعد سقوط أكثر من 70 مدنياً، وكالعادة توعدت أمريكا برد قوي خلال أيام ولحقتها فرنسا وأعلنت أنها قد ترد هي الأخري إذا ثبت تورط من قام بالهجوم، وسط إدانة دولية.
وفي المقابل نفت روسيا والنظام السوري الاتهامات الأمريكية بتورطهم في استخدام السلاح الكيماوي واتهموا جيش الإسلام بالفبركة الإعلامية، وضاعت الحقيقة ما بين التراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات وتصارع القوي علي تقسيم سوريا الجريحة، وأصبح مصير سوريا يحدده خمس دول وهم اللاعبون الرئيسيون في مفاوضات جنيف الثمانية التي بدأت في يونيو 2012 برعاية أمريكا وفرنسا وتركيا وروسيا وألمانيا والصين وجامعة الدول العربية وممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية، وركزت علي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، ولم يتم التوصل إلي إتفاق لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بينما يرجع المحللون السياسيون تفوق مفاوضات أستانا التي بدأت في يناير 2017 بدعوة من كازاخستان علي مؤتمرات جنيف لما نتج عنه من وقف الأعمال القتالية، وقدمت روسيا اقتراحات بوضع دستور للبلاد، والإتفاق علي خفض التوتر في محافظات ريف دمشق وحلب واللاذقية لمدة ستة أشهر، وأعلنت المعارضة المسلحة أنها خارجة، رغم قرار الأمم المتحدة رقم 2254 والذي ينص علي وضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات، وأكدت المفاوضات علي أنه لا حل عسكريا في سوريا، وأن الحل السياسي هو الذي سينهي الحرب.