الجمهورية
د . ضحى أسامة راغب
المعرفة قوة
معرفة الإنسان لا تقاس فقط بالشهادات والتحصيل والنتائج. هكذا أيضاً الجهل. فالجهل هنا ليس عدم معرفة القراءة أو الكتابة وليس ما يسمي بالأمية. بل قد يكون الجهل يكبر ويترعرع داخل شخص لديه معرفة كبيرة. أو يتفاقم في أجواء مجموعة يدعي أفرادها المعرفة. ولكنهم يعيشون في بيئة مظلمة الفكر. لا تسمح بنور التسامح والمحبة والحوار أن يتسلسل إلي زواياها المنتنة. لئلا تتزعزع طمأنينتها الكاذبة. ووحدتها الشرسة الشريرة التي تفني بحقدها المميت أبرياء كثيرين. إذ تؤمن بأنها موكلة علي الحق المطلق أو العقيدة الأصح. وبالتالي تكفر أو تلغي الآخر. وتضع ذاتها مكان الله لتأخذ حقه من الآخرين. أو تؤله ذاتها وعقيدتها لتسحق الآخرين بما يتوافق مع ضيق نظرها وفهمها ومحدودية أفقها. المعرفة تعني القوة. هذه هي الحقيقة التي تغيب عن أذهاب العديد من الناس. فمن يمتلك المعرفة هو الذي يهيمن. وكلما امتلكنا معرفة أكبر كلما ازدادت السيطرة. إلي أن نصل إلي المعرفة المطلقة التي لا يمتلكها إلا الله تعالي. والتي لا يمكن لأي مخلوق سواه أن يمتلكها. لهذا السبب نجد أن الله تعالي هو المهيمن علي كل شيء. والمسيطر ذو القوة العظيم. ولكن إذا ما نظرنا وسلطنا المجهر علي المعرفة النسبية المنتشرة بين البشر نجد أن الدول العظمي هي دول ذات معرفة أكبر من غيرها من باقي الدول. وإذا ما كبرنا الصورة أكبر ووصلنا إلي المستوي الفردي. نجد أن العلاقة ذاتها هي الحاكمة والمسيطرة علي هذه الحياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف