الجمهورية
منى نشأت
حكاية.. ليلي
قالتها ابنة صديقتي ودمعت لها عيون أمها.. قالت ليلي ابنة الخامسة والعشرين: لن أتزوج أبدا فكل النماذج التي رأيتها وعشتها عذبها الزواج وانتهت بالفشل.
أخرجت الكلمات.. مشاعر وذكريات سكبتها الحاضرات من الذاكرة علي الطاولة التي التففنا بها في جلسة جمعتني بصديقات الطفولة والصبا.. مدرسة واحدة تشابكت ايدينا حتي جلست كل منا علي مقعد في جامعة وكلية وتخصص وظللنا علي لقاءاتنا.. وعهدنا بين المحاضرات أو تزويغه من محاضرة او يوم بأكمله لنعيش الصداقة الجميلة كلما حضرنا زفاف كل واحدة منا في الفندق الفخم أو النادي أو داخل بيت العروسة الضيق وقفنا عندما لم يكن هناك مكان للجلوس وبعد الزواج تفرقنا هذا الزوج لم يكن يحب وجود اي صديقة في حياة زوجته وشعرت هي بذلك من اليوم الاول وقد نطق بها صريحة.. حين أخبرها انه يكره ان تحكي وصديقاتها عن أول حب وزميل كان لطيفا وحكاية لا يحب ان يعيدها عليها احد عبثا حاولت صديقتي ان تشرح ان حوارات الصديقات ليست عن رجل كان إلا أنه نمط من أزواج شعاره "ابعد عن الناس يتصان عليك عرضك ويتوفر مالك".
البداية أم
حكمة أم بثتها في أذن صغيرها فشب عليها وحرم علي صديقتي القريبة أحلي ما في حياتها.. الصحبة الحلوة الصديقة الثانية اخذتها الغربة للبلد البعيدة ولم نلتق سنوات طويلة ظللت أمر ببيتها اسأل الجيران وما من رد حتي قرأت اسمها في جريدة للأسف في صفحة الوفيات.. والفقيد والدها عادت من غربتها في اصبعها خاتم من الماس.. ومن عيونها انطفأ البريق انه الزوج حين يقطف الوردة من ارضها ولا يسقيها بدت أمامي كالورود التي كنا نضعها بين طيات كتاب فتبقي ولكن تجف.
كبرنا وعرفت بناتنا وايضا اولادنا بحكاياتنا ومعاناتنا وظل سؤالهم يتردد.. ان اكتشفت زوجة نجل زوجها استغلاله.. فقدانها للأمان بجواره أو انها غير سعيدة في حياتها معه لماذا لا تتركه الشباب يتساءلون لماذا ارتضت أمهاتهم هذه العشرة غير الطيبة وكيف ترتضي انسانة ان يضيع عمرها في قهر أو ذل أو ضغط هل خلقنا الله في احسن صورة لنترك انفسنا لمن يتسبب في مرضنا ونكتفي بأن نحكي حكاية عن همومنا والازواج ونتحسر حتي رأينا زوجا طيبا وزواجا سعيدا.
الأمهات من جيلنا تم تلقينهن دروسا في الصبر وكان شعارهن "من أجل أولادي" حقبة من الزمن عاشت فيها الزوجات مضحيات بكل شيء إلا.. الضنا.
لا.. للتضحية
وجيل جديد يوقن أنه لا تضحية بالعمر والشباب وان اكتشاف اي خلل في زوج يعني انهاء علاقة مع قناعة كاملة بأن تربية طفل وسط مشاحنات أسوأ منه في حال طلاق.
فإما انها تتزوج وهي علي استعداد لطلاق أو كإبنة صديقتي التي ترفض الزواج وتري مستقبلها استكمال دراسة وعمل.
وفي كل الاحوال انتهي جيل من نساء صابرات.. وبقي علينا توعية الرجال.. تعليم الشباب حسن معاملة الزوجات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف