الوطن
ريهام فؤاد الحداد
عشق: عائش ونورا
في جزيرة العرب، وبلاد العرب كان يعيش العاشق (عائش) في مكان قريب من الرياض قبل أن يصبح اسمها رياضا، وكان عايش يهيم حبا بنورا.

نورا فتاة عربية أصيلة، نشميه، لا تستطيع حب عايش دون أن تصبح (زوجة عايش)، يذهب العاشق لقبيلة نورا ويطلب يدها من أبيها الميسور الحال، ولكن عايش لم يكن صاحب مال، كل ما لدية حب كبير وكثير الآمال.

لم يعجب والد نورا ذاك الحال، فرفض عائش وأبكى قلبه. لملم عائش جرحه وخرج من ديار نورا يركب الصحراء والرمال، وقبل شد الرحال همس بأذن المعشوقة، بأنه سوف يعود لأخذها لينعم بها ذات الحسن والدلال.

وتمضي الأيام ثقيلة كالجبال على العاشق الواثق، ويعود إلى ديار نورا يجدد الطلب المحال، ولكن أين نورا!؟ أين أخفيتم نورا؟!! ويظهر صوت من خلف الديار: "نورا تزوجت في بلد آخر؟!" الحلم ذهب والوعد خلف والقلب تألم والحال مال.. لكن.. هذه هي الأموال حصيله العمل والمشقة والأهوال! فأين حبيبتي يا معشر النساء والرجال!!، ويسمع نفس الصوت يقول: "وما كان بوسع المسكينه تفعل أن جاءها خاطب لأهلها ليس هناك مانع يمنعه من الوصول لها!!

يطأطأ الرأس عائش وينزل كتفيه ويحمل أمواله مرة أخرى على ظهره يبحث عن ديار نورا الجديدة، ليعلم ما حال الحبيبة، علة يراها فيهدأ قلبه ويقطع الأمل في وصلها ولقاها!

يبحث عائش في البلاد ووجوه العباد، يجد بلاد نورا الجديدة ويعثر على محل تجارة زوجها! ينفطر قلب عائش عندما يرى من حصل على محبوبته زواجا وكان معها مقيم عائش! يقترب العاشق وتزداد ضربات قلبه ويزداد ألمه وشعوره الجائش، يلقي سلام العرب في جزيرة العرب، "السلام عليكم"، ويرد زوج نورا بالسلام والرحمه. يشتري منه عائش ويتبادل معه طرف الحديث الطائش، يدفع عائش ثمن ما ابتاع ويخبر زوج نورا لغزا، أن عرفه كافئه وألقى عائش لغزه قائلا:

(ابنشدك عن نور القمر وشلون نوره؟) فكر زوج نوره وفكر ولم يعرف الجواب فرد عليه عائش: أن اذهب وفكر وسل أهل بيتك وازورك غدا اعرف منك اجابة اللغز واعطيك مكافئة كبيره، عاد التاجر لبيته واستقبلته نورا وسألته عن يومه فتذكر ما كان من شأن عابر السبيل وحكى لها ان رجلا غريبا عجيبا جاء يخبره لغزا و يعده خيرا، قالت نوره و قد احست بفضول شديد : ما هو اللغز ربما عرفته، فقال لها: (القمر في السما و شلون نوره "؟!! تبسمت نوره و علمت صاحب اللغز انه عائش!! لقد جاء يبحث عن أخبارها و مازال عائش! حمدت الله و أجابت زوجها لقد عرفت الاجابه : قل للغريب (مثل السمك في البحر وشلون عايش؟) وذهب التاجر زوج نوره يحمل الاجابه التي قصدت بها ان احوالها مستقره كالسمك في البحر ، فاطمأن عائش ان محبوبته بخير و استلم سلامها ، و قرر مكافئة زوجها على اسعادها.

ابتسم عائش مرتاح البال مطمئنا وقال للتاجر زوج نورا: "هذه أموالي و حلالي مكافئتك على حل اللغز" كانت مكافئة عائش مزدوجة، ترك امواله لنوره و زوجها مكافئة ، كذلك رحيله الآمن عن حياتهما المستقره مكافئة .. ذهب عائش الى حال سبيله محبا عاشقا وحيدا، لا هو بميت، ولا هو بعائش.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف