الأخبار
سلوى عفيفى
من زمن فات - ربما تفيد !

بدأت عادة التدخين في سن العشرين تقريبا وأنا مازلت طالبة في الجامعة.. كان مصروفي اليومي بضعة قروش مع اشتراك سنوي في المواصلات العامة.. وبالرغم من ذلك كنت أستقطع قرشين يوميا لشراء سجاير »فرط»‬ يعني حوالي ربع علبة سجاير والتي كان ثمنها ستة قروش فقط في ذلك الحين!!! وطبعا كان جرسة وجرم وعيب شديد التدخين وبصفة خاصة في وجود الأب الذي لم يدخن سيجارة واحدة طوال حياته! ولكن رائحة دخان السجائر كان يشمها والدي في ملابسي وشعري الطويل.. وبدأ يتأكد أنني أصبحت مدخنة! وقال لأمي: »‬كارثة ..بنتك مسكت في السجائر» .. ولأنه كان رجلا حكيما وهاديء الطباع لم يواجهني بالضرب أوالغضب والعصبية بل جلس بجانبي ذات ليلة وفي يده ورقة وقلم.. وقال لي: »‬تعالي نعمل حسبة صغيرة» وبدأ الحوار الطيب والمفيد وقال اذا افترضنا أنني بدأت التدخين في العشرين من عمري يعني ذلك أنني اشتري من حر مالي الكحة والبلغم ودخان يطير معه جزء من راتبي وتضيع صحتي مقابل لا شيء.. وإذا ادخرت شهريا ما أنفقه علي التدخين وأنا في العشرين من عمري سوف أكون صاحب عمارة وانا في سن المعاش ..نظرت لأبي بدهشة واستنكار للأسف!!! ترك لي ورقة الحساب قبل انصرافه وقال : إنها مجرد نصيحة لك ولكل من يفكر في عادة التدخين …بالطبع مع »‬عند» و»‬جمود» و»‬دلع» سن الشباب لم أهضم نصيحة أبي الرجل الحكيم واستمريت في التدخين حتي الآن وبعد أن وصلت لسن الشيخوخة ووصل ثمن علبة السجائر الي حوالي خمسة وثلاثين جنيها!! لم تعد السيجارة دلع بنات بل أصبحت »‬ادمان» يأكل نسبة كبيرة من دخلي الشهري ويخرب في صحتي ! وكلما أشعلت سيجارة أتذكر نصيحة والدي رحمه الله والشعور بالندم أشد قسوة من أمراض التدخين ..مجرد نصيحة لشباب اليومين دول »‬احترسوا من التدخين» ربما تفيد! ولكن دايما وأبدا تحيا مصر .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف