عباس الطرابيلى
الموبايل.. وحوادث السيارات
أكاد أجزم أن الموبايل هو أحد أسباب زيادة حوادث السيارات.. بل هو أخطر من تعاطي بعض السائقين للمخدرات أو المنبهات.. ومن المؤكد أن ذلك هو سبب منع الدول المتحضرة الحديث في الموبايل علي السائقين.. وفي بعض الدول لا تتوقف العقوبة علي الغرامة المالية.. بل تصل إلي حد المصادرة للمحمول.. وسحب رخصة القيادة.. في حالة تكرار الضبط أي جريمة العود!!
وحتي استخدام الموبايل من خلال سماعات الأذن باستغلال الامكانيات الجديدة في السيارات الحديثة.. من الأمور الممنوعة، في كثير من الدول..
أما عندنا فالأمر مباح- وعلي البحري!!- إذ نادراً ما تجد سيدة أو فتاة تقود سيارتها دون أن تستخدم هذا المحمول.. ونحن- كلنا- نعلم عشق ستاتنا للرغي وليس فقط في أحوال الطبيخ.. بل للاطمئنان علي الأولاد في المدارس.. ولا يحلو للسيدة المصرية الحديث في المحمول إلا أثناء قيادتها للسيارة.. وامتد هذا الوباء إلي سائقي التاكسي- بكل أنواعها- وبالمناسبة كل سائقي سيارات أوبر وكريم يستخدمون المحمول لتحديد المسار.. وتلقي طلبات الزبائن.. وهذه نقطة لم يناقشها القضاء في القضية المشهورة، المرفوعة من سائقي التاكسي الأبيض!!
<< ويتمادي البعض فلا يكتفون بالحديث في هذا «المدعوق» المسمي بالمحمول بل أيضا يقومون بإجراء المسابقات ومزاولة الألعاب وما أكثرها في كل أنواع المحمول!! وتخيلوا سائقاً: خاص أو تاكسي يجري هذه الألعاب بينما يقود سيارته.. هنا نحذر من عدم تركيز هؤلاء في عملية قيادة السيارة.. لأن ذلك يشغل الواحد منهم عن مراقبة أحوال الطريق من سيارات، أو مشاة.. وهنا الخطر نفسه.. ليس فقط علي الآخرين ولكن عليهم هم أنفسهم.. ولا ننسي هنا الأعباء المالية وما تحصل عليه شركات المحمول.
<< ولكن هل تكفي التعليمات لكي نمنع استخدام السائقين لهذا المحمول.. أم الحل الأفضل هو مصادرة المحمول إذا تم ضبط صاحبه باستخدامه وهو يقود سيارته أم الأفضل هو سحب رخصة تسيير السيارة.. أم رخصة القيادة.. أم سحب الاثنتين معاً.. أنا نفسي مع تغليظ عقوبة مستخدمي المحمول أثناء القيادة.. حماية للسائق وأيضا لباقي السيارات.. وللمشاة.. كذلك.
بل من أخطر ما نلاحظه الآن أن غالبية المشاة تراهم- في الشوارع- وهم يتحدثون في هذا المحمول.. ولذلك يتخبطون في غيرهم من المشاة.. والأدهي أن بعضهم يتحدث، وهم يعبرون الشوارع.. وبالذات في غير مناطق العبور، عند الاشارات وغيرها.. فهل تمتد تعليمات عدم استخدام المحمول أيضا علي المشاة؟.. أنا نفسي، أري ذلك.. أم يا تري كلنا أصبحنا من رجال الأعمال لا يمكن الاستغناء عن هذا المحمول..
<< تلك وغيرها أراها نوعاً من الوباء الذي استفحل وزاد مع انتشار المحمول، حتي في أيدي الأطفال.. وهنا أقول: حسناً تفعل بعض المدارس عندما تمنع علي التلاميذ استخدام المحمول داخل الفصول..
تغليط العقوبات واجب.. وبالذات بين سائقي السيارات حماية للأرواح.. والممتلكات العامة.. وللمشاة.
أم أصبح هذا أمراً صعب المنال!!