محمد درويش
نقطة في بحر - يوم النحر وليلة الإسراء
ما أشبه الليلة بالبارحة
البارحة كان قتل صدام حسين يوم النحر، والليلة قبل الماضية كانت للاسراء والمعراج وفيها ضربت الحبيبة دمشق.
كدت أصدق تحليل بعض الخبراء الاستراتيجيين من ان مستشاري ترامب نصحوه بعدم ضرب سوريا ليلة الاسراء والمعراج لما لها من إجلال وتوقير عند المسلمين، كنت أقول لنفسي إن سلفه الذي شنق صدام يوم النحر فهل يستحي هو أن يضربنا نحن العرب ليلة الاسراء.. وقد كان.
كاو بوي الأرض يقتل بدم بارد في أي مكان من العالم، لا يتورع عن فرض سيطرته وسطوته في أي موقع يمثل تهديدا ولو كان غير مباشر لنفوذه وجبروته، فما بالنا اذا كان يري أن ربيبته اسرائيل يحدق بها الخطر تارة من العراق وأخري من سوريا، عندئذ لن يتورع عن توفير التأمين المطلوب ولو كان الخطر مجرد أوهام في مخيلته، من مصلحته ومصلحة الكيان الصهيوني ان تظل المنطقة بؤرة صراع، بدأوا في اشعاله ولا يتوانون عن تأجيجه بخلق الاسباب والمسببات.
أكثر من عصفور يضربه بحجر واحد، فها هي ماكينات وآليات انتاج الاسلحة تدور علي مصراعيها محققة لبلده المكاسب والوظائف، وهاهي قوي العرب تخور رويدا رويدا لتترك الساحة مفتوحة لكيان غاصب يفعل ما يشاء ويعربد في المنطقة كما يحلو له.
وكما خلق حجة السلاح النووي في العراق ومهد لها بتقارير مزيفة، لم يضع في عينه هذه المرة »حصوة ملح» وينتظر زيارة وفد المنظمة الدولية لمحاربة الجرائم الكيماوية ويري هل تقريره يدين النظام السوري أو يبرئه، ولانه لا يعمل حسابا لاحد كما كان يعمل في الماضي فلم يفرق معه ان يكون الضرب ليلة الاسراء أو انتظار تقرير دولي يدين نظام بشار، لم يعد يعبأ بنا ولا بأمتنا، المهم ان يحقق لاسرائيل أمنا وأمانا بضرب كل من يمكن ان يمثل تهديدا لها.
وكالعادة كانت بريطانيا التابع الذليل والحقير الذي مازال يعيش علي مجد غابر يتمني ان يعود.
والجديد هذه المرة السيد ماكرون سليل الاستعمار الوحشي الذي كان حريصا علي تغيير الهوية والانتماء والولاء في كل بلد حطت فيها رحاله والجزائر وتونس ليست منا ببعيد.
خرج علينا ماكرون بتغريدة باللغة العربية يبرر فيها خروج مقاتلاته لضرب دمشق سويداء القلب وأقول للثلاثة اذا لم تستح فافعل ماشئت.
وفي النهاية كل ما يحدث لنا بيدنا لا بيد عمرو، فمن بيدهم القوة لا يتآمرون بل يأمرون.
هم بقوتهم يأمرون ونحن بضعفنا وتكالبنا علي الدنيا ننصاع للأوامر.
ومهما كان الأمر للقوي فان الأمر لله من قبل ومن بعد، وليعنا ان نغير ما بأنفسنا حتي يغير مابنا.